مازن البعيجي ||
من الخسارة العظيمة بمكان أن يفقد التلفزيون الإسلامي بالعموم والشيعي بالخصوص بفضائياته المتعدّدة ، تلك الأفكار البرامجية التلفزيونية التي تعرضها "دولة الفقيه" كزادٍ عقائدي مركّز يساهم في بناء جيل اليوم وذلك التأثير العميق الذي من خلاله تتم بلورة العقول لضمان عقيدتها ، لأن الثقافة الثورية الخمينية تشكّل خطرا على الأستكبار وخططه المبيَّتة ضد الجيل المسلم ، فضلا عن الجيل الشيعي! وبالتالي، اذا تحقق الدعم للفكر الخميني فأنه سيكون داحرا للمخطط الاستكباري على مستوى بناء العقول، ماإذا وجد له منافذ إعلامية نظيفة هادفة تستهوي العقول والقلوب بما لها من ألقٍ ونور.
التلفزيون الإيراني، اعتمد تجربة عمرها اكثر من اربعين عام وهي تطبّق أسلوب صناعة الوعي،وإيجاد البصيرة في أجيال متعاقبة للثورة الإسلامية الإيرانية المباركة والتي ببركتها تحصّنت من شرور "الحرب الناعمة" وتأثيرها الذي يتميز بقدرته على الجَذْبِ والإقناع لتستميل أعداد من الجماهير لغرض معين، لتصبح تلك الحرب الناعمة بديلًا عن كل الحروب الصلبة والعسكرة من خلال دسّ السموم القاتلة عبر برامج خادعة للبصر، حاجبة للبصيرة!
وقد نجح التلفزيون الايراني بفضل القيادة الحكيمة للولي الفقيه ومتابعته وبتظافر الجهود، بمسك خيوط الحاجة للأجيال والمجتمع لمادةٍ تستهدف تهذيب النفوس ومشاعر الأجيال ،وبناء عقولهم بمادة مشبّعة بالفضيلة، تناغم الفطرة السليمة وتؤسِّس عبر الصدق والمنطق والقناعة ماأراده القرآن الكريم وأهدافه السامية العليا ، بعيدًا عما تفرضهُ مؤسسات إعلام الأستكبار المتعددة ، والتي أسرت كل الإعلام السمعي والمرئي وغيره في العالم بما فيه العراق ووظّفته لتمرير المخطط الهدّام الذي يهدف الى تشويه سبل الاستقامة المجتمعية ،السلامة العامة ، في الوقت تسعى لتعزيز فكرة تقبُّل قيم المجتمعات المنحرفة وفرضها على الواقع المسلم!!!
وعلى سبيل الفرض: لوعملنا مقارنة بسيطة بين ما تعرضه القنوات التلفزيونية الإسلامية الإيرانية من برامج ببرنامجٍ واحد في تلفزيون او فضائية إسلامية اخرى في العراق مثلا..لوجدت الفرق شاسعا حينما نشاهد واحات خضراء تربوية عقائدية مشوّقة ، تديره إمرأة فاضلة قد حصلت على رتبة الاجتهاد في الفقه والفلسفة وغيره وهي تتكلم وتبيّن أهمية دور المرأة في الدفاع المقدس وفلسفة وجودها العميق ، وأبعاد شخصيتها حيث تؤسس في نفوس الفتيات روح الثورة والعقيدة والإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم، وبين برنامج نشاهده وفي شهر الله الفضيل شهر رمضان من على شاشة فضائية مسلمة! برنامجًا يختلط فيه الجنسين على شكل كاميرا خفية ، تظهر فيه المرأة عريف حفل وإدارة بذيئة لحركات بمحتوى هابط وغالبًا مايكون مجهول الهدف مما يدلّ على العمى والعبثية وتحقيق ربحًا للإعلام المعادي الذي اخترق مؤسساتنا الإسلامية!!!ولك ان تحكم إنصافًا، هَلْ يستوون؟!!
ومما يؤسَف له : ذلك الغياب الكامل للسياسة الإعلامية في البلدان العربية والإسلامية بما فيها "العراق" بلد المقدسات والاصالة المكلفة بالبث عبر محطات الاعمال الدرامية وغيرها وغفلتها عن النتاج الإسلامي بفكره الأصيل، وقيمه السامية، وذلك التغاضي عن الاستفادة من التجربة العظيمة للتلفزيون الايراني والذي نشترك معه بالعمق العقائدي ، سيما وانه قد أثبت اليوم نجاحه في كيفية التعامل مع حرب ناعمة استهدفت الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم وانتصر عليها بقوة حتى صار إعلامها اليوم يشكل جبهة ضاق الأستكبار بها ذرعا، جرّاء صدق وسلامة ووضوح ماتعرض وتبث من برامج غلبت بمفاهيمها السليمة ، وطغت بنتاجاتها المتنوعة التي تحاكي كل فئآت المجتمعات الأخرى ، وتساير العصر الحديث بتكنلوجيته المعقدة مراعية كل قيم السماء وطهارة الرسالات السماوية.
ولعل الكلام موَجَّه الى التلفزيونات والفضائيات في دولٍ الأعم الاغلب فيها مسلمين!
اقول : الى متى هذا التجاهل مثل كنز الفكر الخميني المنقذ الأوحد من أوحال الرذيلة، ومستنقع الشبهات ونحن على مشارف الظهور المقدّس وكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيّته.
(تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) الجاثية 6
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha