المقالات

قاسم سليماني "نسيانك غير وارِد"

1024 2021-01-27

 

مازن البعيجي ||

 

أمرٌ واضحٌ جدًا يُقِرُّ به كلّ عاقل سويّ منصف ،قد تخلّص من الحقد والأنانية والحسد ، أن قيمة مثل الحاج "قاسم سليماني"ذلك الرجل الفدائيّ ،الواهبُ نفسه للإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم ، وقد فنى كل وجوده ولم تأخذه في الحق لومة لائم، يتنقّل بين ثغور المقاومين المسلمين دون حساب لخريطة الأستكبار واتجاهاتها، وتقطيع أوصال حدود الجغرافيا بقوانين وضعية، أصبحت بعد وقتٍ بمثابة آيات قرآنية عند الجهلة والفارغين من روح الإسلام وتعاليم العترة المطهرة عليهم السلام يحتجّون بها لإسكات الخصم . سليماني:شخص ارتوى جَنانَه من مَعين السماء الصافي النقيّ ليكون حجّة على كل أحد عدا المعصوم ، من أن التقوى الاكتسابية ، والحفاظ على النفس من الوقوع بالحرام وطهارة الروح أمر هيّنُ المنال وليس كما يظنّ من هُدِمت لهم حصون التقوى بعد تصويرها أنها من شأن العرفاء والاولياء!! فسقطوا في بحر الرذيلة! ساءَ مايظنّون

إن الشهيد سليماني المؤمن الذي عُنيَ واعتنى بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها، ويعانِدُ رغباتها في محبة الله ولأجله "عزوجل" "فكان مِصداقًا لقول أمير المؤمنين "عليه السلام " وهو القائل: (حارِبوا هذه القلوب فأنها سريعة العِثار) فلقد استقى معرفة التكليف الشرعي من منبع نهج آل محمد "عليهم السلام "حتى أضحت شخصيته مرآةً للصدق والإخلاص والورع فضًلا عن المحافظة على الثوابت من الشريعة والحذر من أي شبهة خشية الوقوع بما لايرضاه الله ، او ما يبعده عنه "سبحانه"

رجل خاض معارك الجهاد الأكبر "جهاد النفس" منذ صباه ،متمثّلًا قول المعصوم عليّ "عليه السلام" (غاية المجاهدة ان يُجاهدَ المرءُ نفسه )

أجل !! فلقد حارب نفسه حتى شهِد له القاصي والداني والقريب والبعيد بانتصاره على الأهواء والنفس والدنيا!! فقد أدرك الصلاة الواعية وفلسفتها وما يترتّب عليها من آثارٍ وأسرار في حركة المؤمن ، فلم يشغله شيء عنها حتى في أحلك الظروف سيما ظروف الحرب وأزيز الرصاص متخذًا من يوم العاشر نهجًا ، يوم أقام أمامُنا الحسين "عليه السلام" الصلاة ظهر يوم العاشر من محرم تحت غزارة السهام والرماح ،وكان  يوم النحر فداءًا للصلاة .

هذه الروح المعبّقة بعطر الجنان، الموسومة بعلائم الملكوت ، مُحالٌ نسيانها ،بل وغير واردٍ على جدول أعمال الزمن لمن يريد التزوّد من نهجِه الاستثنائي المعجز والمتفرد في زمن الصخب، وفوضى العقول، وعشوائية الحركة ، وتذبذب السلوك، وفي كل هذا الزخم،  تراه قد شرى الدنيا بما فيها من مغريات ومتاع ليختمَ هذا الجهاد والمقاومة بالشهادة!

الشهادة التي هي ثمرة جهادين ،  الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس والجهاد الاصغر جهاد الاعداء ومواجهة الانحرافات واهل الباطل المتمثّل بالجبابرة والطواغيت والاستكبار العالمي وأدواته.

الشهادة هي الوسام الذي يزيّنُ صدور خاصة أولياء الله حيث الباب التي فُتِحت لهم استحقاقًا وتشريفًا وهي وعدٌ من ربّ العزة والكمال لكل صادقٍ عاشق لله تبارك وتعالى وللنهج الأصيل لآل محمدٍ "عليهم السلام" وأتباعهم بأخلاص.

شهادة عزٍّ مَدعاة للفخر والتأمل والوقوف عند كل تفاصيلها ومفاصلها المثيرة ، علّ المتأمّل يحضى بنفحةٍ من نفحات مقامات الحمد للشهداء ليُدِلّوا عشاقهم على باب الخلد لعلهم يلتحقون ، فأيُ كرامة ياشهيد المرحلة أيها العارف الوليّ وقد استوطنت القلوب وكنتَ لها خير هادٍ ودليل!! ولاعجب في البين .فهكذا يكرَّمُ  الشهداء في الدنيا قبل الاخرة، إنّها البشرى للخلود .

(إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)فصّلت 30

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك