أ.د عليّ الدّلفيّ ||
مُنْذُ (٢٠٠٤م) أصبحتُ جزءًا مِنَ الملاكِ التّدريسيّ لكلّيّةِ التّربيّةِ في جامعةِ واسط؛ ومُنْذُ اليومِ الأوّلِ الذي باشرتُ فيهِ زاولتُ عملَ الإدارةِ؛ (فَقَدْ عملتُ مُديرًا لمكتبِ عمادةِ الكلّيّة؛ ثُمَّ مُديرًا لمكتبِ رئاسةِ الجامعةِ وأمينًا لمجلسها؛ ثُمّ أصبحتُ مُعاونًا لعمادةِ الكلّيّةِ؛ وبعدها عميدًا لها). وَقَدْ استمرَّ عملي في الإدارةِ لأكثرَ مِنْ (١٠) سنواتٍ اطّلعتُ خلالها علىٰ المواقفِ الإنسانيّةِ الكثيرةِ المُتعلّقةِ بالطّلبةِ لأغلبِ السّادةِ الأساتذةِ التّدريسيّينَ وهي مواقفٌ مُشرِّفةٌ بحقٍّ؛ وأغلبها حدثتْ بصورةٍ سرّيّةٍ جدًّا لا يعلمُ بِهَا حتّى أقربِ النّاسِ لي. وَمِنْ أنواعِ هذهِ المواقفِ؛ أذكرُ:
(شراءَ الملابسِ لبعضِ الطّلبةِ الأعزّاءِ؛ والتّبرّعَ بمبالغَ ماليّةٍ شهريًّا وبصورةٍ مُستمرّةٍ للبعضِ مِنْ أبنائِنَا الطّلبةِ؛ ودفعَ الأقساطِ الدِّراسيّةِ؛ ورعايةَ بعضِ الطّلبةِ رعايةً ماديّةً ومعنويّةً مِنْ لَدُنِ بعضِ الأساتذةِ؛ والسّعيَ في تزويجِ بعضهم؛ وحضورَ مناسباتهم الاجتماعيّةِ العامّةِ والخاصّةِ؛ وإقامةَ مآدبِ العشاءِ إكرامًا لهم؛ ولا سيّما طلبة الأقسامِ الدّاخليّةِ؛ والتّعاملَ معهم بكلِّ إنسانيّةٍ في بعضِ المواقفِ التي تحتاجُ إلىٰ الإنسانيّةٍ حسب؛ إلىٰ آخرِهِ مِنَ المواقفِ المُتعدّدةِ والمُتنوّعةِ). مِثْلُ هذهِ المواقفِ وغيرها لا تُعدُّ ولا تُحصىٰ قامَ بها أغلبُ أساتذةِ الكلّيّةِ؛ وما زالوا يقومُونَ بِهَا اعتقادًا منهم بدورِهِم الأبويّ والرّعويّ في داخلِ الحرمِ الجامعيّ. وَبَعْدَ ذلكَ كُلِّهِ يأتي الـ(ڤايروس) المُسلسلُ؛ ليحاولَ أنْ يُلوّثَ هذهِ العلاقةَ الإنسانيّةَ الأبويّةَ والسّاميةَ!
وما دمنا نعيشُ في زمنٍ قَدْ فُرِضَ علينا فرضًا؛ حملَ عنوانَ: (التّفاهةِ؛ والتّدليسِ؛ والكذبِ؛ وتشويهِ الحقائقِ؛ والإطاحةِ برموزِ المُجتمعِ وتهشيمِ أواصرِهِ)؛ أقولُ: "رُبَّ ضارّةٍ نافعة"
فـ(ڤيروس كورونا) علّمنا كيفَ نَقي أنفسنا مِنَ الإصاباتِ؛ باستعمالِ المُطهّراتِ والمُنظّفاتِ. وللوقايةِ مِنْ مُسلسلِ بيتِ آلِ (الخنجرِ) وطعناتِهِم؛ وقناتِهِم وڤايروساتِهِم المُتنوّعةِ؛ وأهدافِهِم القذرةِ؛ أذكرُ عددًا مِنَ المواقفِ الإنسانيّةِ الحقيقيّةِ النّبيلةِ؛ والمشاهدِ الواقعيّة المُشرّفةِ؛ لأساتذةِ كُلّيّةِ التّربيةِ حتّىٰ نُثبتَ حقيقةَ بيئةِ الحرمِ الجامعيّ؛ وبُهتانَ آلِ خنجر وإفْكَهُم.
المشهدُ_الأوّلُ:
في يوم من الأيام إجه عليّه (الدكتور كاظم حمد محراث)؛ وقتها كنت (معاون عميد) وگلي احتاج فد (٧) طلّاب وضعهم المادّي صعب؛ أريد تاخذهم تشتريلهم ملابس (تجهيز كامل) وتنطيهم هذا (المصرف)؛وبالفعل تمّت المُهمّة على أكمل وجه.
المشهدُ_الثاني:
بأيّام الفتوى والحرب ضدّ (د.ا.عـ..ـش) إجاني (الأستاذ محمد البدريّ) وگلي: دكتور خلي نروح نشتري بطّانيّات (للح.ش.د)؛ شنو إحنا إنام مرتاحين وهمّة گاتلهم البرد؛ لأنْ عدنا طلّاب مجاهدين اتصلوا بيّ؛ وگلولي دكتور گلش باردة وما عدنا بطانيّات؛ وقتها رحنا اشترينا على ما أذكر (١٥٠) بطانيّة ودزيناهن؛ والرجل هو تبرّع بالمبلغ كلّه.
المشهدُ_الثالثُ:
أكو (٤) أساتذة بنوا بيت لعائلة متكوّنة من (٦) أيتام على ما أذكر وخصّصوا راتبًا شهريًّا لهم؛ وهم أقارب أحد الطلّاب.
(وهنالك من يشهد على ذلك).
المشهدُ_الرابعُ:
(الدكتور نعيم سلمان البدري)؛ وهو كريم جدًّا؛ ومواقفه مع الطلبة لا تعدّ ولا تحصى؛ منها: التسديد باستمرار لأقساط بعض الطلبة الذين يدرسون على النفقة الخاصّة؛ مِمّنْ بحاجة إلىٰ العون الماديّ.
المشهدُ_الخامسُ:
أذكّر (الدّكتور مهدي علوان القريشيّ) وكيف كان يسأل عن الطلبة أولاد وبنات (الشهداء) بصورة سريّة؛ ويلبّي احتياجاتهم الماديّة من دون أنْ يشعر به أقرب الأقربين.
المشهدُ_السّادسُ:
(الدكتور حيدر تقي فضيل) وتبرّعه المستمرّ بالحقوق الشّرعيّة للطلبة الفقراء؛ وكنتُ مطّلعًا على ذلك.
المشهدُ_السّابعُ:
(الدّكتور قاسم حمّادي) كان يُعطي سرًّا من دون أنْ يعلم به أحد؛ وقد علمت بذلك عن طريق المصادفة.
المشهدُ_الثّامنُ:
صاحب القلب الطيّب (الدكتور محمد حسين علي السّويطيّ) كان كريمًا جدًّا مع طلبته؛ بحيث في مرّة من المرّات تبنّى دراسة أحد الطلبة المتعفّفين لأربع سنواتٍ. يعني: (لحد ما تخرّج الطالب).
المشهدُ_التّاسعُ:
(الدّكتور ناصر والي فريح)؛ كان يرصد الطلبة إللي وضعهم المادي مو تمام ويجي يگلي وينطيني أسماءهم بعضهم هو يساعدهم؛ والبعض الآخر تتمّ مساعدتهم بطرق أخرى.
المشهدُ_العاشرُ:
لأكثر من مرّة الدكتور رشيد ناصر خليفة يجيني وجايب بيده مبلغ من المال؛ ويگلي د. سلّم هذا المبلغ لهذا الطالب أو ذاك وينطيني أسماءهم؛ وفي بعض الأحيان يدفع أقساط بعضهم ممن يعلم بوضعه الماديّ الصّعب.
انتظروني بمشاهد قادمة مع مواقف إنسانيّة واقعيّة (حقيقيّة) أخرىٰ. ولا اتصدّگون مشاهد (الخنجر) الخياليّة!
https://telegram.me/buratha