أ.د عليّ الدّلفيّ
يُحاولُ (بعضُ) المُوظّفينَ المَحسوبينَ عَلَىٰ بعضِ (المُؤسّساتِ الدِّينيّةِ الشِّيعيّةِ) أنْ يطرحُوا خطابًا عصريًّا وحداثويًّا يحملُ بينَ طيّاتهِ شعاراتِ: (الهُويّةِ؛ والوطنيّةِ؛ والأمّةِ العراقيّةِ؛ ... . إلخ) ويُدافعُوا عنها باستماتةٍ؛ ولكنّهم يتنكّرُونَ لانتمائهِم الإداريّ والوظيفيّ والصّبغةِ الأساسيّةِ المُجسِّدةِ لتلكَ (المُؤسّسةِ الدِّينيّةِ الشِّيعيّةِ) التي يعملُونَ فيها؛ ويتقاضونَ أجورهُمْ منها!
ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنّ خللًا فكريًّا أصابَ بنيتهُم العقليّة وفكرهُم المعرفيّ؛ وإنْ كنتُ لا أعلمُ ما الذي يدفعُهُم لتبنّي هكذا (خطابات)؛ ولكنّي؛ أيضًا؛ لا أعتقدُ أنَّ هناكَ مَنْ كذّبَ عَلَىٰ عامّةِ النّاسِ؛ مثل: الذين رفعوا شعاراتٍ مُزيّفةً باسم (الوطنيّةِ)، و(الهُويّةِ)؛ إذْ لَمْ يشهدِ التّاريخُ العراقيّ لصوصيةً مُشرعنةً كتلكَ التي يمتهنها الذين ولّوا هذهِ المُصطلحاتِ؛ حرفةً للعيشِ ودكّانًا للارتزاقِ ولافتةً لكسبِ أصواتِ المؤيِّدينَ.
ولا أشكَّ؛ البتّةَ؛ أنَّ معظمَ العُقلاءِ يشعرونَ أنّنا وصلنا إلى حالةٍ مِنْ تزييفِ (الوعي) مِنْ خلالِ الثّقافةِ (المُؤدلجةِ) والمعرفةِ (المُزيّفةِ) وتدجينِ المفاهيمِ الثّقافيّةِ لصناعةِ (وعي) تسطيحيّ تنويميّ لا ينتهي بمجتمعاتنا سوىٰ إلىٰ مزيدٍ مِنَ الضّياعِ في غياهبِ الوهمِ استمرارًا لرحلةِ التّيهِ والضّياعِ عبرَ التّاريخِ.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha