المقالات

الناقد الديني والنقد الثقافي

1567 2021-02-15

 

د. حسين القاصد ||

 

ليس لأحد من النقاد العراقيين أن يتصدى (للمكان) في الأدب بشكل عام، وفي السرد على وجه الخصوص، من دون ذكر اسم الناقد العراقي ياسين النصير؛ وقل مثل هذا حين تريد تناول المثقف العضوي، اذ ليس لأحد أن ينسبها لنفسه، ويغض حواسه عن غرامشي.

أسوق هذه المقدمة لأذكر القارئ الكريم بأن لدي أربعة كتب في النقد الثقافي، كان أولها " الناقد الديني قامعا" عن دار الينابيع - دمشق ٢٠١٠، وآخرها الجريمة الثقافية في العراق وأنساقها المضمرة؛ وقد وثق الدكتور سمير الخليل في مقدمة أول كتاب له في النقد الثقافي بأن أول من أصدر كتابا حديثا في النقد الثقافي بالعراق هو حسين القاصد. وكي لا أبتعد عن رأس أمري وما أنا بصدده، أقول إن كاتب هذه السطور أول من تناول قضية التعسف التي عانى منها الشاعر العربي بعد ظهور النقد العربي؛ ذلك النقد الذي جاء بجلباب ديني ليشترط على الشاعر معايير أخلاقية، ليقع في حيرة من أمره بعد ذلك، حين حاول الدفاع عن ضعف شعر حسان بن ثابت الذي أنفق ستين عاما في الجاهلية دون أن يضع له بصمة واضحة أو يكتب معلقة على أقل تقدير، وهو الذي كان ينتظر موافقة النابغة كي يدخل على النعمان بن المنذر ( ينظر : كتابنا الجريمة الثقافية في العراق...) وحين فشل الناقد الديني في إيجاد ما يسوغ ضعف حسان، قال : ضعف شعره ولان حين دخل الإسلام! وكأن حسان بن ثابت التزم المعايير الإسلامية ولم يتغنَ بالخمر في قوله :

ونشربها فتتركنا  ملوكاً

وأسْداً لا يُنهنُها اللقاء

وهي القصيدة التي قالها في مدح الرسول الأكرم ، فأين أثر الإسلام وتسببه في ضعف شعره؟

وحين فتشنا عن ديوان ابن الشبل البغدادي وجدنا قمع الشيخ الناقد الفقيه واضحا، لأن فقهاء السلاجقة أمروا بضياع شعره وعدم حفظه، لأن الشاعر ابن الشبل البغدادي ساند ثورة بني مزيد ضد السلاجقة.

وفي كتابي النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق - العراق رائدا، وقفت كثيرا عند التعسف وليّ عنق المعنى كي يخدم السلطة التي غالبا ما تكون دينية - أو تدعي ذلك - فكانت النقائض بأمر سلطوي وكان الرأي النقدي قريبا من هوى السلطة.

ما دفعني لكتابة هذا المقال هو قيام الزميل العزيز الدكتور أحمد مهدي الزبيدي بكتابة مقالين ونشرهما في هذه الصفحة من جريدة الصباح الغراء، هما : النقد الديني، والناقد الديني، من دون الإشارة لصاحب  السبق في هذه التسمية وأعني ( الناقد الديني)، وكنت أتمنى على العزيز الزبيدي، الذي ربما خانته الذاكرة، أن يشير لمن سبقه من باب الأمانة العلمية والأكاديمية وهو الأكاديمي المميز؛ قد ألتمس له عذرا، وأقول  في ختام مقالي : المعاني مطروحة في الطريق، وقد يقول ذلك، القارئ الكريم أيضا، لكن ليس لنا، لا أنا ولا القارئ الكريم، أن لا ننسب " المعاني مطروحة في الطريق" إلى قائلها الجاحظ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك