المقالات

ماذا فعلت يا رغد؟!


 

د. حميد مسلم الطرفي ||

 

ربما كان الأجدر أن أقول ماذا فعلت "ياعربية "؟

لقد هيجت آلاماً يكابدها العراقيون  ليل نهار  يُخفونها ولا يُبدونها راجين أن يفتحوا صفحة جديدة في حياتهم . لقد نكأتِ الجراح الغائرة  لآلاف الضحايا الذين يجهدون من أجل أن ينسوا سياط الجلادين ومقامعهم وآثار القيود الحديدية على ايديهم وندب إطفاء السكائر على جلودهم ، يجهدون كي لا تمر على خيالاتهم وخواطرهم الآلاف من مشاهد التعذيب من قلع الأظافر والكي والتعليق إلى السقوف ، يجهدون من أجل أن لا تمر على أسماعهم تلك الأنات المشحونة بالآهات من أولئك الذين زُهقت أرواحهم  وهم تحت السياط أو مرميين في الزنازين لا أحد يغمض لهم عيناً  ولا يسقيهم شربة ماء وهم ينازعون النفس الأخير . أتعلمين ايتها الوقحة أيَّ جرحٍ نكأت وأي أوجاعٍ أهجتِ.

 ألا تباً لكِ ولما تقولين ، لو كان لديك معشار العشر من الإنسانية لخرجت تعتذرين لآلاف الثكالى والأرامل ، والفاقدات إخوانهن من العراقيات اللاتي لازلن يرتدين السواد على فقد إعزائهن بسبب سياط ومشانق وسجون أبيك ولازالت قبورهم حتى اليوم مجهولة ، كان الأجدر بكِ ذلك ربما لغفرن لك وغفر لك العراقيون الذين لا يضمرون السوء طويلاً ، وليسوا ممن يُكنون الحقد لمعتذر.

 ولكن أنّى لك ذلك وقد تربيت في أحضان الرجس والرذيلة والخسة والجريمة لأبٍ يتلذذ بسفك الدماء وقتل الأبرياء أياً كانوا بعيدين أو أقرباء وأصدقاء أم أعداء . ليت " العربية"  التي استضافتكِ على شاشتها كان لديها القليل من الحياء لتعرض لك بعضاً مما وثقته وعرضته هي لا غيرها من مآسي وويلات حكم ابيك ، ولكن أنى لها أن تستحي وهي التي سماها الشرفاء بالعبرية لا العربية فأعمت بصيرتها سياسة الخنوع كلمغتصبي الأرض من الصهاينة  ، وللوقاحة فنون تجيدها "العربية " ومن موّلوها سواءً بسواء .

 ولربما ترد تلك الغبية أو المتغابية بأن شعبنا قد فقد من محبيه بعد 2003 ما فقد تفخيخاً وتفجيراً ، وقتلاً في مواجهة القاعدة او داعش او مسميات أخرى فنقول لها ، لولا ظلم أبيك واستهتاره وجرائمه وبطشه لما حصل الذي حصل ولما دخلت أمريكا العراق ، وكل ما جرى بعد الاحتلال ماكان ليكون لولا جرائم أبيك وحاشيته .

 ولرب ضارةٍ نافعة فبقدر ما هيّتِ فينا من ألمٍ وغصة بقدر ما نوّرت بصيرة جيلٍ  لم يعايش حقبة أبيك السوداء ، فنحن شعب  لدينا من الإباء والسماحة والكرم والعفو عن المسيئين ما قد يُضِرُّ بنا  من حيث لا نعلم ، وإننا بحاجة بين الحين والآخر إلى من ينبهنا من نومة الغافلين ويذكرنا بجرائم السابقين أمثال أبيك ، وكان ما كان والحمد لله رب العالمين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك