المقالات

الشخص الذي لم ينصبه بشر ..


 

مالك العظماوي||

 

ينشغل العالم بأسره حول زيارة قداسة البابا إلى العراق، بلد الرافدين، ومسكن إبراهيم عليه السلام، وارض سومر وبابل وآشور. ولِما يتمتع البابا به من مكانة سامية في قلوب المسيحيين، والعالم أجمع لكونه يمثل أعلى سلطة دينية (مسيحية) في العالم. ومن الطبيعي أن كل من في المعمورة يتمنى زيارة البابا له - حكاما ومحكومون - لأنهم يرون زيارته لأي بلد تمثل اعترافا بشرعية او دعاء وصلوات او محبة وبركات، هذا ما تضفي إليه الزيارة لجميع بلدان المعمورة. أما من جانب البابا، فلا تعدو الزيارة كونها زيارة للسلام والمحبة والوئام بين خلق الله على حد سواء، وهذا ما نلمسه منه في كل زيارة يقوم بها.

كما أنه يعلم علم اليقين إن كل من سيلتقيهم من حكام وسلاطين، فهم معينون تعيينا من بشر مثلهم، فأما يكونوا متسلطين على رقاب الناس بالقوة كحكام الخليج، او بالإنتخابات، وهذه الأخيرة على قسمين، الأول: أن تكون انتخابات كاذبة وصورية ويحصل الحاكم فيها على نسبة ٩٩.٩٩ من الاصوات كما ارادها صدام آنذاك.

 والثاني: أن تكون مزورة كما هي عليه في معظم الانتخابات التي يتصارع فيها المتنافسون يصل إلى حد القتل وتغييب البشر وكله باسم الديمقراطية.

بقي القسم الديني، وهذا النوع من تعيين البشر أيضاً كما هو الحال بتعيين شيخ الأزهر الذي تعينه الحكومة المصرية وبمرتب شهري، ومفتدي السعودية الذي يتم تعيينه من قبل الحكام السعوديين وهو يتقاضى مرتبا شهريا أيضا. وهناك تعيين بانتخاب مصغر كالذي يحدث في جمهورية إيران الإسلامية، إذ ينتخب المجلس شخصا كالذي حصل مع المرشد الأعلى في ايران. وحتى البابا نفسه فهو معين من المجلس المسيحي الأعلى في العالم.

ماعدا السيد علي السيستاني، فهو الشخص الوحيد في هذا العالم، الذي لم يعينه حاكم، ولم ينتخبه شعب، ولم يصوت له مجلس، بل وصل إلى ما وصل إليه بعلمه وورعه وتقواه ورجاحة عقله، فأصبح سيدا في هذا الكون، ينظر العالم له بإجلال، ويصغي إلى كلماته الأعداء قبل الأصدقاء، له هيبة ووقار، لم يستند لحزب ولا كتلة، ولم يمتلك جيشاً ولا عصابة. يخشاه الأعداء وينتصر به الضعفاء، فهو لمن يسير بهديه ملجأ، ولمن اختط منهجه طمأنينة وسلاما. كما أنه لم يستلم راتبا من أحد، ولا يحتاج شيئاً من حطام الدنيا، ولا يجري خلف المناصب لاهثاً، ولا يتوسط عند زيد ولا يجامل عمرو لكي يبقى في منصبه، فالعالم كله يعلم وهو على بينة من أمره، إنما جاء ليؤدي رسالة بما أمره الله رب العباد، وسيقوم بالأمر دون منة من أحد ولا خشية من سلطان، ولا حباً بجاه ولا طمعا بمال او تمسكا بمنصب.

لذلك، فالبابا سيقوم بلقاء هذا الشخص الفريد من نوعه في أرجاء العالم، وهو يعي ذلك تماماً، ولهذا سيكون اللقاء بمثابة قمة القمم بلا منازع ومن دون انحياز.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك