مازن البعيجي ||
الجهادُ ضدّ الكفرِ والاستكبار والصهيونيةُ العالمية التي امتزَجَت معها الصهيووهابية القَذرة ودولُ الخليجِ العبري الخانع! الذي رفعَ الراية البيضاء ملطّخةً بالعار والشنار والخزي في الدنيا والآخرة بعدَ فضيحة التطبيع، وأصبحَ يقاتلُ ويَقُتل كلّ حرٍّ شريف أعتقَدَ الأسلامُ المحمديّ الأصيل الحسينيّ المقاوم فذابَ معَ النبض والوجدان، فأصبَحَ يوَسَمُ بِهِ ويُميّزُهُ عن مسمى الاسلامِ الذي يطفو على سطحِ التطبيق، فمعنى ان يكون الإسلام أصيلِا. فهذا يتطلَّب التضحيات الجِسام، كالشعب اليمني الذي يتلقى بصدرهِ قنابلَ محرَّمة من تصنيعِ الدولِ التي ذابَت مع الإرهاب لتصبحَ أداةُ قتلٍ وتدمير لشعوبٍ قتلوها جوعًا ونهبًا وتشريدا قبل أن يقتلوها موتًا بغير حق، لالشيء
(إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا الله) وقد حملوا الإسلام الأصيل عقيدةً وتطبيقًا!
(وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)البقرة ٢٥١
فقد دفعَ اللهُ تعالى عن الناسِ المضطَهدة والشعوبِ المُستضعَفة في هذهِ المرحلة الخطيرة، فبرزَ هذا
الوليّ الفَقيه، والعارفُ التقوائي، "الخامنئيّ المفدى" فقادَ سفينةُ التشيّع والدفاع عن الإسلام والمسلمين بل البشرية والمستضعفين كافة، فبالوقتِ الذي هم يَصنعونَ السموم والاسلحة المحرّمة لقتلِ البشرية، تراهُ يَصنعُ الرجالَ والابطال ليُنتجَ عقولًا جبارة تُنشِأُ المشاريع الضخمة التي تضاهي في جودتها وقوتها مايصنعُ الاعداء، والبونُ شاسِعُ بينَ الموتِ والحياة، فذاكَ يقتلُ بغيرِ حق وهذا يُحييِ شعوبًا بأذنِ الله تعالى مدافعًا مخلّصًا من ايدي الظالمين..وكلامُ اللهِ خيرُ شاهد وهو القائلُ عزوجل:
(مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا..) المائدة ٣٢
دولةُ إيران ذاتِ النّهج العتروي الحسينيّ، يخلُقونَ جيشَ التمهيد كما صنعَ الخُميني العظيم "قُدس سره الشريف" أنبياءَ الدفاع المقدس ومن دافَعوا بقداسةٍ وقناعةٍ، وقد ثَبتوا بدليلِ ثباتِهم طيلةَ الثمانِ سنوات أيام الحرب المفروضة على إيران،
فقيهٌ عارفٌ بفقهِ الصراع الأستكباري الإسلامي، ومدركٌ بقلبهِ النقي ما يُخطَّط للإسلام من مؤامرات، مايَجعلهُ يسابقُ العدو في إعدادِ القوةِ ووسائلِ المواجهةِ والدفاع.
هو مرجعٌ فَقيه، إلا أنّهُ لايحتاجُ الى زيادةٍ في عددِ مقلِّديهِ وأتباعهِ على الإطلاق، بل مايحتاجُهُ هذا الرجل الحريصِ على أمّةِ نبيّهِ، هوَ ذاتِ الحاجةِ التي أنشدَها الانبياء والاولياء والمصلحين ،تماما كما أراد اللهُ ذلك لنبيّ الاسلام وهو يأمرهُ بقولهِ عزوجل:
(قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)يوسف ١٠٨
الحاجة إلى زيادة الوعي الإسلامي واليقظة والبصيرة، هو المطلوب، بل الأساس في سلامةِ تحديدِ الهدف الالهي الحقيقي الذي من أجلهِ خُلِقَت البشرية، وهو المائزُ بينَ الإنسان وغيرهِ من سائرِ المخلوقات، وبهِ يُبصِرُ الإنسانُ حقيقة تكليفَهُ ودورَهُ في حَملِ المسؤولية!
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً..)البقرة ٣٠
وها أنتم ترون اليوم، وحيثُ لم يبقَ من الاسلام إلّا إسمًا يُباهى بهِ مِن قِبَلِ أصحاب الأهواء والبِدع وذلك الأعمّ الاغلب! في الوقت ذاتِهِ، أكرمَنا الله تعالى بوجود حمَلةَ الأسلام المحمديّ الأصيل، فلاتخلو الارض من خلفاء اللهِ الغيورينَ على دينهِم، ممّن ضحّى بالغالي والنفيس على امتداد الدهر ولكلّ مرحلةٍ تمر، للاسلامِ أمثالهُ العليا، وحماتُهُ الأرقى!!
أما في عصرنا هذا فقد تجلّى الإسلام باروعِ صورهِ وأبعادهِ، ليثبِتَ لأعداءِ اللهِ ودينهِ الحنيف، حرصُ بُناةُ الاسلام وحُماتُهُ، أولئكَ المرابطينَ في جبهاتِ الدفاعِ المقدّس، يخوضُونَ حربًا ضروس ولاتكاد مرحلةٌ تخلو منهم، حيثُ تشابك أسنتِها والرّماح منذ عام ١٩٧٩ بل قبل ذلك بكثير ليتَّصل بعام ١٩٦٣ لنرى قائدا متألِقًا أفنى سِنيّ عمرهِ في الجهاد والمقاومة وهو مابين قبضة الجلادين، وسوحِ القتال لاتأخذهُ زخارفَ الدنيا ولابريقها، وهو على ذاتِ مقودِ السفينة رغم خذلان الناصرِ وتكالبِ الاعداء وحياكةِ المُخططات والمؤامرات من اعداءِ الداخل والخارج.
بوصلةُ القائدُ الوليّ تأطّرت بأطارِ بركة "محمد وآل محمد عليهم السلام" وحصنِ عنايةِ وليّ العصر "ارواحنا لتراب مقدمه الفداء"، وهو الحاضرُ معهُ يوجّههُ ويسدّدُهُ ويربطَ على قلبهِ بأذنِ ربّهِ سبحانه وتعالى.
إنها حربُ جبهتَينِ لاثالثَ لهما،(حقُّ- باطل) وهو ايضا صراعُ وجودٍ
وُجِدَ بالفِ طريقةٍ وحيلة، وكلّ ما يجري في المنطقةِ إنما بهدفِ النيلِ من قوة إيران الإسلامية التي أصبحت تضاهي قوة الدول العظمى ولم تخضع كما خضع لها أمة من عربٍ ومسلمين، ماجعلَ الاستكبار العالمي يُجِمعُ على رأيٍ واحد لضربِ "إيران الإسلام" التي تشكّلُ عقبةً كَأْداء صعبةُ المصعَد، وينبغي التحشيد ضدّها! وهذا ماجعلَ الغرب الحاقدِ وأمريكا يحرقون البلدان التي لازالت تستنشقُ الإسلام وتستعذِبُ نميرَهُ، وتتذوقُ حلاوةَ الجهادِ في سبيلِ الله الذي يعني الحريةَ والعزةَ والكرامة، وإلّا ماسببُ الحربَ على اليمن؟ أليسَ مَن حرقَ اليمن ومازالَ يَحرِق واهلكَ الحرث والنسل هم من يدّعون الإسلام وأنهم خدَمُ بيتُ الله؟!!!! أو الحرب في سوريا ؟ أو في العراق؟ أو في افغانستان؟ أوفي لبنان؟ ولماذا يُقمَع الشيعة في البحرين؟ أو في العوّامية؟ أو في نيجيريا؟ وفي كشمير والباكستان؟ أليس لأنهم إسلامُ شيعةِ آل محمد وإنهم مقاوِمون واحرار لم يستَلموا؟!! ولأن إيران من منطلقِ الإسلام المحمديٍ الأصيل وهي الداعمُ الوحيد والنصير الوفيّ لهم ، وقد أثبتت وقوفَها مع تلك الشعوب في اوقاتِ المحن والحروب؟! لالشيء، فقط لانها تُؤمنُ باللهِ وتدافعُ عن دينِ الله وأهلهِ!! هذا هو الحق ومَن شاءَ فليُؤمِن ومًن شاءَ فليَكفُر.
فهلْ نجِدُ من يدعو الى الحقّ، ليقطعَ دابرَ أهل الفساد ومن غرَّتهُ المناصِبَ والمواكب والزعامة حتى اصبحَ أعمى البصيرة قبل البصر، وهو يرى بل يعتقِد، أن طريقَ المحافظة على المكاسبِ الدنيوية، والحفاظ على مُلكِ الرَيّ، قد يأتي من نصبِ الحرب وتأليبِ الرأي العام على إيران الأسلام ، والتخلي عن دعمِها، بل وطعنها والتآمُرِ عليها، والوقوف ضدّها سياسيًا واعلاميًا، حتى يتَحقّق حلم هؤلاء الغافلونَ عن رحمة الله، (أنِ اذكرني عند الأمير فانا اول من من ترك جبهة الحسين!!! من المؤسفِ ان نجدَ اليوم وفي مثلِ هذه المرحلةِ الخطيرة، بعضُ من كنّا نظنّهم قِمَمًا في الوعي والبصيرة، من الذين لاتنطَلي عليهِم حيلة شيطان، ولاتؤثرُ فيهم خُدَعِ الزمان، فكانَت فصارَت عقولُهُم حرَمًا لأعداءِ اللهِ، ويومًا ما سَيضْحكونَ عليهم.وهم في غمرةٍ ساهون،
(وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً) النساء ١٠٢
(وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ) هود ١١٣
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha