المقالات

من الفاتيكان إلى النجف..رسالة سلام


 

محمد حسن الساعدي ||

 

تعد الرحلة التاريخية التي يقوم بها البابا فرنسيس, هي الأولى له خارج الفاتيكان منذ تفشي وباء كورونا، كما أنها تعد الأولى إلى العراق مطلقا..وعلى الرغم من كل التخوف والحديث بان الرحلة ربما ستلغى بسبب مخاطر الرحلة ، وتفشي الوباء، إضافة إلى الأحداث الأمنية المتفرقة في البلاد، وإصابة السفير البابوي إلى العراق "ميتجا ليسكوفار" بفيروس كورونا،وهو من الشخصيات المهمة والمحورية في التحضير للزيارة ،لكن ذلك غالبا لن يمنع البابا من إلغائها،مع الإصرار على إبقاء البرنامج قائماً، والسفر عبر طائرة الخطوط الجوية العراقية..

من أهم الأسباب التي دعت البابا فرنسيس لزيارة العراق, ربما يكون هو تحقيق حلم البابوية لزيارة أرض السواد ومهد الأنبياء ومسقط رأس النبي إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات، والتي كانت مقررة منذ العام 2000، ولكن الرحلة ألغيت بسبب القوانين الدولية التي منعت الزيارة، لأن البلد كان يعيش تحت ظل حكم ديكتاتوري.. إضافة إلى الرسائل من المعارضين العراقيين للنظام البعثي في الخارج والتي منعت الزيارة، لكنها هذه المرة جاءت الزيارة لتعيد للبابوية تلك الأحلام القديمة في زيارة العراق مرة أخرى.

الزيارة تأتي في إطار الدعم المعنوي للطوائف المسيحية في العراق, من كلدان وآشوريين وسريان وغيرهم، حيث يعد المسيحيون من أقدم الطوائف في العراق ، وعانوا من الاضطهاد لفترات طويلة، مما أدى لهجرتهم، والتي بلغت ذروتها مع دخول داعش إلى المدينة الموصل.. هذه الزيارة لها أبعاداً سياسية أيضا, من خلال محاولتها ترسيخ وتثبيت دور لهم في بلدهم، وتدفع بإتجاه ان يمارسوا دورهم في النسيج الاجتماعي العراقي, لا كمواطنين درجة ثانية أو وافدين, بل كونهم مواطنين من الدرجة الأولى كبقية العراقيين وجزء من هذا البلد المتعدد.

الزيارة تأتي في إطار الأهمية التي تحملها هذه الأرض, حيث تعد بلاد ما بين النهرين المهد الأول للعلوم ومهد أولى المعتقدات الدينية والرسالية، وفيها نزل للأنبياء والأوصياء،وهي ارض كل الديانات المسيحية واليهودية إضافة إلى إنها كانت مهد الإسلام وقاعدة الحكم الإسلامي..

إضافة لما سبق فالزيارة تمثل تحولاً في النظرة الخارجية للعراق كبلد مستقر, وان المرجعية الدينية في النجف الأشرف تمثل ثقلاً كبيراً عند المسلمين عموماً، والشيعة خصوصاً, وما قدمته مرجعيتهم لكل الطوائف والقوميات والمذاهب من  إهتمام ورعاية خاصة من قبل المرجعية الدينية في النجف الأشرف،وهذا ما حملته رسالة الإمام السيستاني إلى المسيحيين في العراق بقوله "أنتم جزء منا ونحن جزء منكم" ..

زيارة رأس الكنسية المسيحية رسالة مهمة للعالم, أن العراق أمسى بلداً مستقر وأمن لمسيحي العراق، وهناك ضرورة لدعمهم معنوياً، وحثهم للبقاء في بلادهم ، كما أنها جاءت لتقديم الشكر للمرجعية الدينية العليا وتثمين لدورهم الكبير في حماية الأقليات والأديان في البلاد بعد الفتوى التاريخية " فتوى الجهاد الكفائي" والتي أوقفت تمدد داعش في البلاد، لذلك فإن لها أهمية تكمن في التقارب المهم بين الأديان والمذاهب, وإطلاق رسالة للجميع أن العراق تعافى وبدأ بالنهوض التنموي والسياسي والاقتصادي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك