المقالات

قراءة في مضامين في بيان المرجعية الدينية سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني -أعزَّه الله-


حازم أحمد فضالة

الكلمة التي وجَّهتها المرجعية الدينية لبابا الفاتيكان الذي زارها اليوم في النجف الأشرف، الموافق: 6-آذار-2021.

١- أول ما تناولته المرجعية الدينية هو التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية اليوم، وذكرت بأنّ الإيمان بالله سبحانه هو الكفيل بحلها، كذلك أكدت على مفصل مهم إذ قالت: 

«والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها».

    وهنا نؤكد بأنَّ هذا الالتزام هو من ثوابت هويّتنا الإسلامية، ولا نقبل أي طارئ عليها تحت مسميات جديدة مثل (التطبيع)، كذلك فإنّ الحضارات الغربية مثل الأ.ميركية والأوروبية فهي تمثل الضد لهذه القيم.

٢- ذكرت المرجعية الدينية تحديدًا في بيانها: 

«الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الاساسية وغياب العدالة الاجتماعية...».

    وهذا رفضٌ قاطعٌ لثقافة الا.ستكبار العالمي، ورفضٌ للحرو.ب الأ.ميركية والغربية والصهيو.نية ضد شعوبنا، فالذي يتكلم بالسلام عليه رفض هذه الحرو.ب عمليًا أولًا.

    ونجد توكيدًا من المرجعية على رفض كبت الحريات الأساس وتكميم الأفواه والا.عتقالات التعسفية، وغياب العدالة الاجتماعية التي تُمارَس حتى في العراق من قِبَل الحكومة.

٣- الرفض القاطع للا.حتلال الصهيو.ني لفلسطين، إذ قالت المرجعية الدينية:

«... ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي ال.م.ح.ت.ل.ة»

    فهنا نقرأ التوكيد المُركز على إدانة الا.حتلال الصهيو.ني لأرض وشعب فلسطين، إدانة الا.حتلال الإ.سرائيلي للقدس، ومن هنا نجد أنَّ المرجعية تمسك بالبوصلة وتوجِّه المسلمين، ومدَّعي السلام -إن كانوا صادقين- نحو رفض هذا الا.حتلال الظالم.

٤- المرجعية الدينية ترفض: «... الحصار الاقتصادي... ».

    هذا الحصار الذي تمارسه أ.ميركا وأوروبا وإ.سرائيل والسعودية والإمارات وغيرهم ضد شعوبنا كل من: إيران، اليمن، سورية، فلسطين، لبنان، وحتى فنزويلا وكوبا في القارة السمراء، هذا الحصار الذي فرضه العالم الغربي حتى على الشعب العراقي.

٥- أشار البيان بأنّ الزعامات الدينية في العالم دورها يكون: 

    «... الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي... ».

    فهذا هو دورها، وليس ابتكارات للمؤامرات الجديدة تحت غطاء دين جديد، وتنظير لنسف نبوة خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله)، مثل (الإبراهيمية).

٦- وجَّهت المرجعية الدينية نقدها للقوى العظمى التي على رأسها أ.ميركا وبريطانيا، إذ قالت:

    «... وما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة ـ  ولا سيما في القوى العظمى ـ على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة... ».

    ومِنْ هنا فإنَّ على هذه الدول التحلّي بالشجاعة والمصداقية، وتُمثِّل دورها في إيقاف حرو.بها وحصاراتها وظلمها واحتلا.لها لشعوب منطقتنا وأرضنا، ولا تُسوِّق لنا نظريات وأفكار جديدة عن طريق أتباعها في الحكومات مثل (الإبراهيمية، النبي الشترك، الجد المشترك... إلخ)؛ بل عليهم تحرير فلسطين، واحترام حقوق المسلمين ونبيهم الخاتم محمد (صلى الله عليه وآله).

٧- أكدت المرجعية الدينية على ضرورة أن يتجاوز العراق محنته الحالية، وهي محنة سياسية تتعلق بالفشل الإداري للسلطة الحاكمة، وليس محنة (الإبراهيمية)، فالمرجعية أثنت على تاريخ العراق وعراقته، وهو ليس بحاجة إلى تنظير للإبراهيمية الغربية.

٨- أكدت المرجعية الدينية على ضرورة أن تتعامل الحكومة مع العراقيين على وفق الدستور، وهذا يعني رفض الأمزجة والأهواء التي تمارسها الحكومة بالتعاطي مع الحقوق.

   ونرى كذلك هنا إشارة مهمة جدًا، وهي الأساس إلى البابا من قبل المرجعية الدينية؛ بأنَّ العراقيين لهم دستورهم الشرعي، وهذا الدستور هو الذي كفل حق: الديانات، المذاهب، المعتقد، الطوائف... إلخ؛ ولأجل ذلك فإنَّه ليس من حق أحد القفز على الدستور، وتعطيله وخرقه؛ من خلال الشطب على هذه الحقوق الأصيلة، وصناعة نظريات وأفكار مزيفة مشوَّهة، بحجة السلام والتعايش وفرضها على العراقيين مثل: (الإبراهيمية، الجد المشترك، النبي المشترك... إلخ)، ونفي الدور المحوري والأساس والأصيل للنبي الخاتم محمد (صلى الله عليه وآله)، (الإسلام مصدر أساس من مصادر التشريع).

٩- ذكرت المرجعية الدينية كذلك موقفها في الدفاع عن المسيحيين والأقليات، إذ قالت:

«... الدور الذي قامت به المرجعية الدينية في حمايتهم وسائر الذين نالهم الظلم والأذى في حوادث السنين الماضية، ولا سيما في المدة التي استولى فيها الا.رهابيون على مساحات شاسعة في عدة محافظات عراقية، ومارسوا فيها أعمالاً اجر.امية يندى لها الجبين... ».

وهنا التوكيد بأنّ (الشيعة) الذين يؤمنون بمفهوم (المرجعية الدينية، الحوزة العلمية) هم الذين حرروا المسيحيين والأقليات من إ.رهاب السعودية في العراق، ولم يتدخل العالَم المسيحي لتحريرهم، ولأجل ذلك فإنّ على العالم المسيحي مراجعة الخلل البنيوي عنده، ولا يوهم نفسه بإصلاح الإسلام الأصيل والتشيُّع، الإسلام نجح في أصعب الظروف والاختبارات تحت قيادة التشيُّع أن يحافظ على الالتزام بالقيم الأخلاقية السامية، فلا يجدر بالغرب أنْ يتجرَّأ اليوم ويطرح علينا مفهومات جديدة كأننا نعاني من مرض حتى يعالجنا بها!، المفهومات هذه هي: الإبراهيمية -التي هي اتفاقات إبراهام التطبيعية-، الجد المشترك، النبي المشترك -يقصدون به النبي إبراهيم حتى يشطبون على نبوة النبي الخاتم محمد ص-، وغيرها من الأفكار المشوهة.

والحمد لله ربِّ العالمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك