مازن البعيجي ||
لم أوفَّق كغيري ممن قضى معه وطَرا طويلا، ووقتا ممتعا مع ذلك التقوائي ذو الروح الطافحة بكل ألوان الرحمة والعشق ، روح خفيفة الظل، تحملها نسمات ممرعة، قد توضَأت في معين بستان الزهور الحمراء، حتى تعلّق بها رحيق ملكوتيّ تترجمهُ القلوب التي تعي أهدافه على انه عطرُ الحياة الباقية الذي منه نفهم قيمة مثل وجودنا والاجساد، ويعلمنا كيف هو نظام الوقف حال العشق لمن أراد أن يوقِف كل كيانه لله تبارك وتعالى ، لحظةٌ مرّت كأنها مرحلة، كل شيء يحمل عدوى التردّد والخوف والرجاء ، بل وكل شيء ينقصه القرار الجريء حتى يفقهُ كم للتقوى فيه من حصة وقبول؟!
مدرسةٌ كان الفهم سيدها وليس الحفظ، والواقع زعيمها وليس الظواهر، حتى اختنقت به المساحات ولم تكفيه كل تلك الشاسعات والبلدان كميدان عمل ، حلم ملائكيّ كم طرق قلوبٌ وأرواح، وطاف عالم المنامات من كان القمر والسهر حليفهم؟!
طالما ذرفَ دموع الصدق والإخلاص وذُرِفت عليه دموع الودّ والعشق والحسرة والتأسف من عيون كثيرة نالها القرح، واحتبست أنفاسٌ في الصدور، قد لو منحت نفسها نفَسَا عميقا لعرفتهُ دون أنانية ودون حقد وحسد وجهل، ولما احتجنا الى ذي الشوق والمسافات الطويلة والمحطات، ولا ضمان أن نلتقي إلا بلطف أو شفاعة تُنصَب بها الخيام عند خيامه التي كُتِب عليها: لواء القدس وفيلق القدس، الجندي الجنرال "قاسم سليماني" ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha