المقالات

سْمُ الحُدُودِ بِمَا لا يقبلُ اللَّبْس !

1080 2021-03-17

 

أ.د علي الدلفي ||

 

مِنَ الموضوعاتِ الخطيرةِ والمُهمّةِ التي رسمتْ حدودَها المَرجعيّةُ الدّينيّةُ العُليا بتفصيلٍ ووضوحٍ ودقّةٍ وإحكامٍ هي: (البصيرةُ والحكمةُ والرِّعايةُ الأبويّةُ).

إذَنْ لماذا لا نجعلُ منها قدوةً حسنةً لنا كـ(مُجتمعٍ عراقيٍّ شيعيٍّ) ومثالًا يُحتذى بِهِ ونسيرُ علىٰ هديها أليستْ هي مركزُنَا وقطبُ رحانا؟! والتّحدّياتُ التي يواجهها (مُجتمعنا)؛ الآن؛ تستحقُّ أنْ نرجِعَ للدّينِ؛ والعقلِ؛ للوصولِ إلىٰ الحِكمةِ والبصيرةِ. 

نستذكرُ؛ معًا؛ كيفَ تعاملتِ المرجعيّةُ الدّينيّةُ مَعَ كُلِّ القضايا الحسّاسةِ والأزماتِ الكُبرىٰ التي مَرَّ بِهَا الشّعبُ العِراقيُّ الكريمُ بِكُلِّ قوميّاتهم ومذاهبهم وانتماءاتهم وتوجّهاتهم الفكريّةِ والسّياسيّةِ والحزبيّةِ والثّقافيّةِ... . ونلاحظُ كيفَ تعاملَتْ مَعَ جميعِ (السِّياسيّينَ) و(الزُّعماءِ) الذين قصّروا في خدمةِ جمهورهم؛ ومريديهم؛ وَمَنْ كانَ يؤمنُ بهم؛ حتّى وصَلتِ الحالُ بأنْ يغلقَ المرجِعُ الأعلىٰ بابَهُ بوجوههم؛ مُنْذُ سنواتٍ؛ استنكارًا لتقصيرهم وقصورهم؛ ورفضًا لفسادهم وإفسادهم؛ وهي رِسالةٌ بَليغةٌ مِنْهُ مفادها: (أنْتُمُ لا تستحقّونَ أنْ تكونوا ظُفْرًا في جسدِ الشَّعبِ العراقيّ المُضحّي مِنْ أجلِ وطنهِ وأرضهِ وسمائهِ)؛ فالشّعبُ يختلفُ عَنْ جميعِ السّياسيّينَ علىٰ تعدّدِ انتماءاتهِ السِّياسيّةِ والدِّينيةِ والقوميّةِ والمذهبيّةِ)؛ وخيرُ مَنْ رعاهُ المرجِعُ العظيمُ والرّجلُ الحكيمُ والقائدُ الصّبورُ بَعْدَ أنْ تسامىٰ وعظّم نفسهُ بالتغاضي مِنْ أجلِ الدِّينِ والإنسانيّةِ والتّعايشِ السّلميّ؛ والإخوّةِ وشيوعِ المحبّةِ؛ والألفةِ؛ والوحدةِ؛ والتّماسكِ المجتمعيّ بينَ أبناءِ العراقِ جميعًا.

إنَّ (الشّرَّ) يتربّصُ بِنَا الدّواهي؛ ليفعلَ فعلتهُ؛ إذْ بعدَ أنْ استطاعَ أنْ يفرّقنا ويشتّتْ أهدافنا؛ يسعىٰ الآن لأنْ يسودَ علينا مرّةً أخرىٰ!!

وفي الوقتِ الذي نرىٰ فيهِ صوتَ الحكمةِ وعينَ العقلِ (المرجعيّةَ) تسعىٰ لاستثمارِ المُشتركاتِ الإنسانيّةِ كمنطلقٍ لنبذِ العنفِ ونشرِ ثقافةِ التّعايشِ السّلميّ بينَ مُختلفِ التّوجّهاتِ الفكريّةِ والعقائديّةِ والمذهبيّةِ نجد هناك أصواتًا مِنْ داخلِ البيتِ الشّيعيّ وَمِمّنْ يُحسبونَ علىٰ تلكَ المرجعيّةِ الحكيمةِ؛ تحديدًا؛ تنتهج منهجًا آخرَ وتسير في طريقٍ مُختلفٍ جدًّا بعدَ أنْ فقدتْ بوصلةَ الإيمانِ بالمرجعيّةِ قَدْ تصلَ إلىٰ التّطرّفِ في تبنّي بعضِ الآراءِ غيرِ السّليمةِ البعيدةِ عَنْ خطِّ المرجعيّةِ وأبويّتها الحنونةِ ومفاهيمها الإنسانيّةِ الحقّةِ!! وَمَعَ أنَّ ذلكَ يمكنُ تفهّمهُ لوجودِ الكثيرِ مِنَ الأحداثِ التي تدفعُ للسيرِ بذلكَ الطريقِ إلّا أنَّه لا ينبغي أنْ يستمرَّ إلىٰ ما لا نهاية!

لذا علينا أنْ نتوقّفَ قليلًا ونُدقّقَ النَّظرَ كثيرًا في مواقفِ المرجعيّةِ الرّعويّةِ حتّىٰ نُدركَ بُعْدَ نظرِهَا في العلاقةِ مَعَ الآخرِ ونفهمَ أنَّ الاحتكاكاتِ اللّفظيّةَ والمُناكفاتِ الخطابيّةَ واختلافَ الآراءِ متىٰ ما لبستْ ثوبًا دينيًّا ضيّقًا أو قوميًّا رجعيًّا أو طائفيًّا مقيتًا أو شخصيًّا أنانيًّا أو شيطانيًّا لعينًا؛ فهي بدايةٌ لفجوةٍ كبيرةٍ؛ ومقدِّمةٌ لانشقاقٍ مُجتمعيٍّ خطيرٍ؛ وسلاحٌ فتّاكٌ يمكنُ لذوي النّفوذِ توظيفهُ.

ولا شكَّ أنَّ علينا أوّلًا وقبلَ كلِّ شيءٍ أنْ نقفَ عِنْدَ أبويّةِ المرجعيّةِ بشكلٍ دقيقٍ ونتبيّنَ مرادها بصورةٍ واضحةٍ لا يقبلُ اللّبسَ أو التّأويلَ؛ ثُمّ ننطلق بعدَ ذلكَ للسيرِ علىٰ وفقِ ما رسمتْ مِنْ حدودٍ..وأمّا ما ينتهجهُ البعضُ مِنْ منهجٍ استفزازيٍّ خطيرٍ لا يُبْتَنَىٰ علىٰ ما ذكرتُ؛ آنفًا؛ فهو أمرٌ خطيرٌ يبعدنا عنِ المقصودِ ويقرّبنا مِنَ المحظورِ ولنْ يكونَ أكثرَ مِنْ (اجتهادٍ عَنْ جهلٍ مِنْ غيرِ مُجتهدٍ!).

وللتّمثيلِ لا الحصرِ نوردُ قضيةً مُهمّةً نعيشها اليومَ علىٰ صورةِ أسئلةٍ استطاعَ الشّرُّ أنْ يُشيطنها؛ وهي:

مَنِ (الولائيّينَ)؟! وَمَا عَمَلُهُمْ؟!

وَمَنْ أطلقَ عليهم هذهِ (التّسمية)؟!

وَمَا (موقفنا) تجاههم؛ وَهَلْ مِنْ سلوكٍ مُحدّدٍ ينبغي أنْ نسلكهُ في علاقتِنَا معهم؟!

(هذهِ الأسئلةُ وغيرها بمثابةِ دعوةٍ للعودةِ إلىٰ منطقِ المرجعيّةِ الأبويّةِ والرّعويّةِ بَعْدَ معرفتهِ بما لا يقبلُ اللّبس). واللهُ مِنْ وراءِ القصدِ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك