محمد السعبري ||
من المهم التميز بين تضميد الجروح والمغفرة.
فبعد العنف الحاد،يصعب التفكير في المغفرة كما يصعب فهم طبيعتها
ومن المهم استطلاع توقيت ودرجة وموضوع الغفران ( هل المطلوب مغفرة الأثمين أو اعضاء المجموعة الآثمة الذين يرتكبون إثما وفيما تعزز المغفرة من احتمالات التوفيق ، يبدو تضميد جروح الماضي أكثر أهمية ،الا أن المغفرة تبدو متاصلة في التوفيق التام والقبول الحقيقي للأخر.
إن فهم المؤثرات التي أدت إلى أفعال الآثمين ، بصرف النظر عن فظاعتها ، يساهم في التئام الجراح.
وقد يكون أيضا طريقاً لقبول الآخر.
إن التئام جروح الماضي فيما تتعلق بالشعور بأن طرفاً ما كان ضحية لطرف اخر أمر ضروري لمنع تجديد العنف.
فبدون التئام الجروح ، حين تستمر الأطراف في العيش معاً، قد يؤدي الغضب والرغبة في الثأر إلى المزيد من العنف من قبل الضحايا السابقين.
بالإضافة إلى. ذلك ، بدون التئام الجروح قد يؤدي رد فعل الضحايا السابقين تجاه التهديد إلى أن التئام جروح الأثمين أمر ضروري أيضا ، فقد يكون الآثمون قد اصابتهم جروح وتسببت في أفعالهم.
بالإضافة إلى ذلك قد يصيب الآثمين أو حتى أعضاء المجموعة الآثمة الجروح بشكل مباشر من خلال العنف الحاد الذي انخرطوا فيه أو انخرطت فيه مجموعتهم
إن أفعالهم وردود افعالهم الدفاعية تجاهها تحد من قدراتهم على التعاطف أو الشعور بالذنب وبالتالي على قدرتهم على التوافق في المرحلة لاحقة ، وبدلا من ذلك ، يتجهون إلى الاستمرار في إلقاء اللوم على ضحاياهم أو خصومهم السابقين ، حتى وإن تم إيقافهم وإنزال الهزيمة بهم ، أو التوصل الى اتفاقية تضع نهاية للصراع المتصلب.
وبدون التئام الجروح التي تساعد على إثبات الذات وزيادة الثقة في الآخرين والعالم ، قد يكون من المستحيل التوافق أن يبدأ.
وبدون البدء في التوافق ، لا سيما حين تستمر المجموعات المتناحرة سابقاً في العيش معا ، قد لا يمضي التئام الجروح الذي يقتضي درجة ما من الأمن قدما
كما أنه من الأرجح أن يتطلب خلق التاريخ المشترك والذاكرة الجماعية الجديدة التئاماً سابقاً.
https://telegram.me/buratha