حسن كريم الراصد ||
من الخطأ ان نضع الامارات وطحنونها في خانة الانظمة الطائفية التي ارعبتها التجربة الديمقراطية في العراق بعد هلاك دولة الجور التي وان بطشت بهم واذلتهم الا انها كانت تمثل صمام امان وسد منيع امام اي انطلاق وتمدد شيعي ..
اذ ان الامارات لا شغل لها بالطائفية ولا اهمية لحسابات السنة والشيعة عندها فهي تعد نفسها دولة على طراز غربي تريد ان تكون عروس الشرق وقبلة العالم سواء كان ذلك عن طريق استيراد العاهرات او بفتح صالات القمار وملاهي الخمور اوومن خلال الراليات العالمية التي تقام فيها ..
هموم امراء دبي ليس كهموم امراء سعود ابدا رغم الذيلية الواضحة والتبعية المكشوفة للسعودية ولكن لكل منهم اجندته الخاصة ومنهجه الخاص في اي تحرك تخريبي او عسكري او سياسي .. فالسعودية تحركت نحو اليمن بدوافع طائفية بعد ان شعرت ان المارد الحوثي استيقظ ولم يعد احد قادر على ايقافه وانه سيكون رقما صعبا في المعادلة الجديدة وبعد الربيع العربي الذي اضحا شتاءا قاسيا وطويلا عليها وعلى حلفاؤها ..
فتحرك امراء ال سعود نحو اليمن بحرب طائفية معلنة وما انضمام الامارات لها الا بدوافع اقتصادية بحتة واماني بالسيطرة على الموانئ الدافئة وعلى ممرات رأس الرجاء الصالح الذي يعد اهم مضيق في الشرق الاوسط ان لم نقل في العالم كونه الممر الرابط بين اقصى الجنوب الاسيوي والافريقي بالبحر الابيض المتوسط ..
وهذا ليس جديدا على الامارات التي اشترت معظم موانئ الدول الاسيوية الفقيرة واستثمرت في اهم المدن الواقعة على شواطئ الممرات المائية المهمة والستراتيجية .. من هنا نجد ان تحركها باتجاه العراق لم يكن بدوافع تشبه دوافع الاقليم العربي المجاور بل كانت تجارية اقتصادية متوافقة مع تحركاتها التي ذكرناها انفا ..
لكن الغير متوافق مع ذلك هو منهج التدمير الذي اتبعته في العراق . فالامارات لم تستثمر ولم تشتري موانئ لكنها شنت حروب الارض المحروقة لتدمير اقتصاد البلاد .. فهي من تعطل المشاريع وهي من تمنع تطوير الموانئ وهي من تدفع المليارات لتخريب الاقتصاد بعدما ايقنت ان العراق ان قام فهو سيمثل عملاق اقتصادي واعد سيكتسح مكتسبات ما حققته تجربة زايد باعوام معدودة ..
ولم تنتهي دوافع الامارات عند ذلك فهنالك امر اخر اجد ان لا احد سلط عليه انوار كاشفة لفضح تلك العقدة النفسية لدى امراء دبي تجاه بلدان الحضارات القديمة والعريقة .. فالامارات حققت كل شيء ترغب به بدءا من امبراطورية مالية مخيفة وكذلك حضارة كونكريتية تناطح السماء بابنيتها وانتهاءا بموانئ جوية وبحرية جعلت من اماراتها مرتكزا اقتصاديا لا يمكن لاحد التحرك اقتصاديا دون المرور من خلالها لكنها اكتشفت انها تفتقد لشيء لا يمكن لمصارفها العملاقة شراؤه فهو لا يباع في البورصات ولا يبنى كالناطحات .. التاريخ ..
الحضارة .. الاصالة .. العمق . النكهة التي تمتلكها بغداد وبابل ونينوى والقاهرة والجيزة وصنعاء وعدن ومأرب ودمشق .. ذلك ما عجزت الامارات من الحصول عليه فراحت تهدم كل اثر حضاري تاريخي في تلك البلدان من خلال داعش التي حطمت اثارا لا تقدر بثمن . ومن خلال سرقة وشراء الاثار المسروقة وتحطيمها واخفاؤها ..
ان اخوة طحنون لا يهدأ لهم بال بعد ان وجدوا ان السائح ينظر لحضارتهم بانها بلا نكهة اصالة وبلا جذور وهي مجرد اطنان من كتل كونكريتية جمعت باياد اجنبية وهي لا تعني شيء للسائح الذي يقف مدهوشا امام مابقي من اثار بابل او النمرود او اهرامات مصر ومواقع دمشق وقاسيون ..
التحرك الاماراتي نحو العراق هو بدافع الحقد على كل ما يميزها وسيبقى يميزها عن اقطار الدنيا لذلك تحركت بمشروعها التخريبي العبثي الذي ينفق ولا ينتظر مقابل ففتحت حسابات لشخصيات وجدت فيهم استعدادا لبيع انفسهم ووطنهم مقابل الدولار واخذت على عاتقها جانب الدعم المادي لجائحة تشرين التي اعدت فصولها في غرف المخابرات البريطانية واخذت توصياتها من معهد الحرب والسلام البريطاني وكانت ادارة اركانها في السفارة الاميركية.. وبعد ان فشلت جائحة تشرين في تحقيق كامل اهدافها ولم تتمكن من احداث انقلاب يودي بكل ما اتى بعد نيسان 2003 وتيقنت ان لا مجال لانقلاب على نظام ديمقراطي وان حدث ذلك فلا يمكن صموده امام فصائل الحشد التي اضحت كقوة ضامنة لبقاء النظام الديمقراطي وعدم عودة المعادلة الظالمة وأن له القدرة على قلب اضخم الطاولات وقد خبرت طول اياديه بعد ضرب ارامكو ووصول مسيراته الى سماء ابو ظبي بعد كل هذا وضعت امالها في ابقاء الحالة الشاذة التي انتجتها الجائحة واقرارها كأمر واقع وفرضها على ارادة الجماهير في الانتخابات المقبلة مراهنة على الابقاء على حالة الفوضى وخلط الاوراق ومتبعة اسلوب شراء ذمم الساسة وبعض القادة ومعتمدة بذلك على ضمانها لولاء رأس هرم السلطة التنفيذية الذي يجد نفسه دائرا في فلك المؤامرة متوغلا فيها رغم ارادته بعد ان كبلته اطراف المؤامرة بقيود لا يمكنه التخلص
منها حتى وان قرر ذلك رغم استبعاد هذا الخيار واستحالته .. وان اتفقنا على ذلك فسنجد ان قضية التغلغل الطحنوني في الأجهزة الإستخبارية العراقية ليس لغزا ولا هي بالسر مثلما نجد ان المال الطحنوني هو من احرق الناصرية ومازال يحرقها وبادوات عراقية وتحويل مالي يتم عن طريق مصارف اهلية وصيرفات معروفة ويتم ذلك على مرأى ومسمع الحكومة ومؤسساتها ...
https://telegram.me/buratha