المقالات

اطارات محترقة وعقول مسيرة


 

محمد جواد الميالي ||

 

من الواضح أن التجربة الديمقراطية العراقية، ما أضافت للطبقة السياسية الحاكمة كثيرا، سوى أنها زادت من أتساع الفجوة بينهم وبين الشعب.. حتى وصلنا لمرحلة تضخم إجتماعي مشوه، تتناسب طردياً مع البطالة، و غياب كلي لأي حل في الأفق، يمكن أن يحتوي هذا الكم الهائل من الأيدي العاملة العاطلة..

على مدار سبعة عشر عاما لم يفهم من  السياسيين، سوى مبدأ السرقة وإدعاء الإصلاح، رغم أن هناك من أستخدمها مع دعاية أنتخابية فاشلة، هي السلاح وحماية الأعراض.. لتنتهي أربع دورات إنتخابية، تفاجئ بعدها الشعب بأن خزينة الدولة فارغة من الأموال، وعاجزة عن دفع راوتب موظفيها!

بدل أن تفعل ميزة دعم المستثمرين، عمدت إلى رفع سعر الدولار، ليعيش المواطن العراقي بين المطرقة والسندان.. فمن جانب بدأت أسعار البضائع بالارتفاع وتضاعفت، ومن جانب آخر ضرب إعصار التقشف كل التجار، لتنحسر الأعمال ويكثر الفقراء وتتسع أفواه الجياع.

أما تجربة السياسيين في الحكم، فلم يتعلموا منها سوى سياسة أستغلال القطيع وتبعيتها لهم، فزيادة الجهل وأرتفاع هالة تقديس البعض، وهذا يوفر لهم أصواتا إنتخابية تختارهم دون علم أو تدقيق، و تتيح لهم تحريك هذه الجموع بورقة حمراء..  ليحرقوا ما يرغبون بإحراقه، و من يقفم أمام مصالحهم يقومون بإنزال جمهورهم ليدعوا أنهم يريدون (وطن)..

المراهقين المغيبين بهذا الشعار، اسهل الأدوات، فيبدأ بعضهم بإشعال الإطارات ويقطعون الشوارع، وقوات الشغب تضرب تعتقل، والقنوات توثق وتطالب بإسقاط النظام.. والحياة متوقفه وغالبية الشعب متفرج، والسيناريو المضحك مستمر  إلى حين أن يتفق الساسة فيما بينهم، وتهدأ الفوضى ولاتنتهي الأوضاع بعدها..

مثال ذلك ماحدث في الناصرية، بعد أن أعلن البرلمان أنه سيخصص لها مبلغ يفوق المليار لإعمارها، عندها شاهدنا جسورها تحترق، وساحاتها تمتلئ بالشبان لإقالة محافظها، وأستمر التصعيد فيها، وأستدرج لها المغيبة عقولهم.. لا ناقة لهم فيها ولا جمل من المليار،  سوى أنهم يطبقون نظرية العقل الجمعي بلا شعور، وبعد أن أتفق الإصلاحيون مع حماة الأعراض على تقاسم الغنائم، حينها أنطفأت النيران..

هذه المرة حصلت التحركات لتعود وتشتعل في النجف والبصرة، لأن اللعبة قد راقت للبعض في أروقة الحكومة، وخصوصا عندما تبين أن إطاراً واحداً ممكن أن يجلب لك منصب المحافظ..

أما دماء الشباب فلا تحرك مشاعرهم، لأنهم في نظر الفاسدين حطبٌ يحرقونه كلما أرادوا أن تستمر سطوتهم في الحكم..

لم يبقى لنا أملٌ سوى أن ننتظر الإنتخابات، التي يبدوا أنها لن تقام سوى في موعدها في ٢٠٢٢ والمبكرة مجرد كذبه.. وشعار نريد وطن أصبح إشاعة لا تستطيع أثبات صحتها، لأن العبيد والأحرار يرددونها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك