عدنان فرج الساعدي ||
في مساء ليلة أذارية رجعت الى الدار حوالي الساعة العاشرة ليلا بعد جلسة نقاشية مفتوحة مع بعض الاخوة الاعزاء في بيت المرحوم ابو محمد المياحي في قطاع 9 بمدينة الثورة .
ما أن فتحت الباب حتى رأيت أمامي عسكري مسلح برشاش نص أخمس في ( الطرمة ) فأدخلني للغرفة لارى فيها العديد من الجلاوزة .. قال كبيرهم الذي كان جالساً مع والدي رحمه الله واخوتي ..إنتظرناك كثيراً ياعدنان ..
تحركت السيارة وغطوا رأسي بقمصلتي وانزلوه للاسفل وانا اتوسطهم في البيكاب ..
وفي أول محطة عند انزالي من السيارة التي نقلتني من دار والدي (رحمه الله ) في مدينة الثورة الى أمن صدام في شارع خير الله طلفاح في منطقة جميلة ...
عرضت مكتوفاً ومعصوب العينين ثم ابركوني عنوة في الارض في غرفة مدير الامن ..
قال لي مدير الامن في وقتها ( 2/3/1997 ) ها حيوان أنتم جماعة فضل الله والخامنئي والمدرسي والمقبور (يقصد الشهيد محمد باقر الصدر ) كلكم جبناكم جماعة حسين عبد الله ثكب..
جيد او لغز حل في موضوع اعتقالي ... هو إذن يتعلق بعلاقتي بحسين ابو زينب ( اعدم رضوان الله عليه في منتصف عام 1998 ) وليس بشيء أخر كنت اعتقده وهو أخطر ..
وأثناء صياح مدير امن صدام سمعت شخص يؤدي التحية وهو يقول سيدي السيد العام يريد المعتقل عدنان ...
أخذتني سيارة لا اعرف شكلها وانا اسمع رشقات خفيفة للمطر ( الثاني من أذار ) وبعد حوالي ربع ساعة دخلنا لمديرية المخابرات - الحاكمية شارع 62 قرب مستشفى العلوية وهي بناية على شكل سفينة بنتها ( المانيا الديمقراطية - شيوعية اتحدت مع المانيا الغربية عام 1991 عندما كان هناك تعاون معها من قبل نظام البعث.
يقال ان هذه البناية هي نفس الطراز لبناية أمنية في تلك الدولة اختارها برزان التكريتي اثناء زيارته لالمانيا الديمقراطية لتكون الدائرة الرئيسية للتحقيقات والتعذيب وفيها العجائب والغرائب من التفاصيل المملة من سراديب وغرف للحبس ألأنفرادي وأجهزة تعذيب متنوعة وغيرها...
وفي هذه البناية ما لا يخطر على بال من أدوات التعذيب ..
اخذني أحد الجلاوزة الى الطوابق العليا حيث الزنزانات الحمراء ..
سلمني لشخص يبدو ان امامه مكتب ( ميز ) وهو كما عرفت لاحقا يسمى قسم الامانات .. وقال لي بدوره انزع القمصلة .. والساعة والمحبس والحزام والحذاء والجواريب والنظارة والبنطلون والقميص ووضعته بكيس نايلون اسود ..ثم اعطاني بجامة وقميصها ويجل السامع اعطاني نعال بلاستيكي معاد .
وسحب يدي اليسرى وكتب عليها 320 ... واستدرك شنو دعوتك قلت له لا اعرف ؟
قال أنسى ..أسمك سمعت ..قلت نعم .
قال اسمك الان 320 . مفهوم ...نعم مفهوم .. والظاهر ان الارقام علاقة بالشهر الذي تعتقل فيه ..فانا قبلي 19 معتقل في شهر أذار ونحن في اليوم الثاني منه ؟
سلمني لشخص أخر من الجلاوزة الذي أسمعني انواع الشتائم القبيحة والتي يأبىء اللسان التلفظ بها .
ولم أفهم لماذا كانت أضرب على رأسي أو رجلي أو مؤخرتي من قبل كل من يلاقينا ؟
وضعني في غرفة حمراء ونزعوا رباط العين ...
شاهدت أكثر من خمسة عشر معتقلا تقريبا .. لم احسبهم بالضبط ..
ومباشرة رحب بي ( الزملاء الجدد) واول سؤال ..شنو قضيتك ..قلت لا اعرف
كالوا بس لا تهريب أثار ... لو مخدرات .. قلت لا اعرف ..
بس الظاهر تتعلق بالسياسة ..فارتابوا مني ..وعرضوا علي أكل التمر الزهدي ؟
https://telegram.me/buratha