عدنان فرج الساعدي ||
طيلة سنوات بعد الاحتلال ظلت محافظات صلاح الدين ونينوى والانبار شبه مستقلة عن الحكومة الاتحادية حيث لم تتعاطى سياسيا مع النظام القائم في بغداد وكانت ترفض قراراته علناً فيما ينحصر توافقها معه على الاموال التي تستلم في كل موازنة .
ويمكن إن يرجع القارئ معي الى هذه الايام حيث كان أثيل النجيفي يطالب بشكل مستمر بطرد الجيش من المحافظة فيما نسمع عبر الشاشات التلفزيونية المواطنون في المحافظة وهم ينعتون الجيش بجيش المالكي أو الجيش الوثني بل حتى الرافضي والعجمي وهو أمر غريب جداً ويدل على الرفض والمعاندة للنظام الجديد بدوافع عنصرية وطائفية.
وكان اصحاب المحال التجارية يدفعون الاتاوات للتنظيمات المتطرفة بعلم ومرأى الحكومة المحلية وأستمر الحال حتى سقوط هذه المحافظات بيد الارهاب بتعاون شبه كامل من كثر من شيوخها واهاليها ومضافاتهم.
والأمر ذاته ينسحب على صلاح الدين التي زادت على ذلك حين قامت مديرية التربية بتنظيم زيارات وسفرات لتلاميذ الدراسة الابتدائية لقبر ( صدام حسين ) ليقرأوا الفاتحة ؟
وعلى طول وعرض المحافظات الغربية كان كل من يتعاون مع الدولة وينخرط في صفوف الجيش والشرطة والامن يهدد ويفجر داره او يقتل هو وافراد عائلته .
ليأتي بعدها مخطط ساحات الذل والفتنة التي سميت بساحات الاعتصام وقادمون يابغداد والاموال الطائلة التي وصلت من القطريين لهذه الساحات والكل يتذكر النقل المباشر لخطب الساحات من الفلوجة والموصل وسامراء والرمادي وما سمي بحينها بالمحافظات الست المنتفظة .
محاربة النظام السياسي الجديد كانت على أشدها من قبل نشرات أخبار الشرقية والبغدادية حيث يملكمها إثنان من الماكنة الاعلامية البعثية والمخابراتية ولابد من التذكير ان هذه الشرقية لعبت دورا قذرا في تأليب الناس ضد النظام الجديد وكانت كل نشرة خبرية تمثل عبوة ناسفة في سوق شعبي .
مئات الساعات التلفزيونية كانت تنشر أخبار الدمار والحرائق والتفجيرات وتستمر في تأليب الناس على النظام السياسي والحكومة بدعوى انهم جاؤوا على ظهور الدبابات وانهم عجم وليس عراقيين .
وتذكر عزيزي القارئ كيف يتم تقوم الفضائيات بتحميل المسؤولية للقوات الامنية بشكل خاص عن اي حادث ارهابي دون أن تتطرق أيا من هذه الشاشات التلفزيونية الى الفاعل الارهابي وتحديد أهدافه وجرائمه ومن جنده ومن هي حاضنته ولم تشير هذه الفضائيات لهذه الأمور بالمطلق
ويأتي المواطن البسيط ليصيح اين الجيش اين السيطرات أين اين اين ؟
كانت الشرقية ومن لف لفها تحمي الفاعل القذر بل هي تزيد النار حطباً عند كل تفجير .
في ظل هذه الاوضاع كانت الوزارات والمؤسسات تعمل وتنتج لكن وسط الضجيج والتشويه والاراجيف والكذب والبهتان الذي تقوم به 60 فضائية من الخصوم والاصدقاء على حد سواء . جعل الناس تبتلع الطعم خاصة وان الاعلام المدافع والناطق بأسم الدولة بقي خاملا وعاطلا وفاقدا القدرة على المواجهة .
كثير من المراقبين يتحدثون ان مجمل هذه الاحداث التي مرت بالعراق لو مرت بأي دولة أخرى لتمزقت وحذفت من الخارطة .
أتخطر ما حدث في الجزائر في التسعينيات حيث إصيب الاقتصاد الجزائري بالشلل التام واضطرت الحكومة الى الاقتراض الخارجي لعشرات المليارات من الدولارات لأن الحركات المتطرفة اتخذت من الجبال مأوى لمحاربة الحكومة وقامت بمجازر مدنية لا تساوي 0.5 % من المجازر الارهابية التي ارتكبت في العراق .
بعد الانهيار الكبير وسقوط ثلاث الاراضي تحت سيطرة د11111ع ش في صيف عام 2014 وصدور الفتوى المباركة وإنبثاق الحشد ومعه جهاز مكافحة الارهاب والقوات العسكرية والشرطة الاتحادية ليتم مطاردة الظلاميين والارهابيين حتى تعززت هذه التحركات بالنصر المؤزر الكامل بعد ثلاثة سنين من الاستنزاف وانخفاض أسعار النفط .
كيف لنظام يصمد بوجه هذا الاعلام والتشويه المستمر الذي يحول الشاذ الى قاعدة ويتكلم عن الفاسدين الذين سرقوا 1000 مليار دولار .
غالبية المواطنين أصيبوا بالوهم والافكار الغريبة وهم يتداولون الارقام الفلكية التي استولى عليها ابناء المسؤولين الذين اشتروا الجزر اليونانية وجزر البهاما والكناري ؟
يتبع
https://telegram.me/buratha