مازن البعيجي ||
مثلما توضحت الامور لنا بموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية المباركة من القضايا الكبرى والمصيرية كقضية فلسطين وقضايا الدفاع عن الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم الذي خذله أهله وسقط برقع أهل الشعارات! اليوم تتوضح لنا نحن شيعة العراق خارطة الأحزاب والشخصيات التي كشفتها مواقفها منْ مع العقيدة ومنْ تنازل عنها؟! ومنْ مع المشروع المهدوي ومنْ ضده؟! وهنا حصحص الحق وعلينا الإختيار الواعي واليقظ والذي يبرء الذمة إمام الله تبارك وتعالى .
وعلينا ترك المجاملة والحالة الحزبية التي لا تستند للعقيدة ونؤيد حزبيا بعيدا عن رأي الشريعة التي لا تقف مع الأحزاب التي في نيتها التطبيع ولو همسا أو من أهدافها البعيدة! كما هي ظاهرة اليوم وتدافع عن التطبيع وبقاء الأحتلال البغيض وإدخال الشعب وفقراء الجنوب بمحنة الفقر والإهمال والبطالة ليلاقوا مصيرهم وحدهم دون إنقاذ واسناد من قبل الكثير من الأحزاب التي همها المال والجاه والسلطة لتقوية حزبها وليس العقيدة مهما كانت الوسيلة والطريق للحصول على ذلك؟! وهنا يبرز "التكليف الشرعي" واليقظة ، والوعي ، والبصيرة في أن لا نضعف إمام أي طرح لا ينسجم مع الشريعة الغراء ومنهج أهل البيت عليهم السلام في كثير من الأمور والقضايا ومنها واهمها هو "الأشتراك بمحاصرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية اقتصاديا" بحجة الدفاع عن الوطن الجغرافي الذي تحتله أمريكا وتعيث به فسادا وتحتكم على قراره وتسحق سيادته تحت اقدام جنودها ، وهم خلف تلك الأحزاب التي رفعت إسرائيل من قائمة العداء ووضعت إيران الإسلامية الشيعية بدلا عنها .
وهذا مخطط ليس وليد الساعة بل بدأ منذ إنتصار الثورة الإسلامية حيث أول المحاولات الفاشلة هي الحرب المفروضة على إيران الإسلامية والحصار المستمر للآن عليها . فلا تأييد لأي حزب لا يضع العداء لإسرائيل كما ينص على ذلك القرآن الكريم والمعصومين عليهم السلام ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) البقرة ١٢٠.
من هنا القضية ليست ولاء احزاب دنيوية تبحث عن سلطة ومال واعلام بل القضية عقيدة أما نصرة الدين أو خذلانه؟! ولم يبقى اليوم ممثل "للإسلام الثوري الأصيل" غير إيران التي تحاربها كل دول التطبيع العربي وتنكر عليها - على إيران - دفاعها على المستضعفين في فلسطين واليمن ولبنان والبحرين وسوريا وافغانستان ونيجيريا والباكستان والعراق ، ومن اجل ذلك علينا اليقظة وعدم دعم أي حزب لا يقف مع الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم الذي يتخذ من شعاره الدفاع عن الدين وتطبيق الأحكام بحق هذا الشعب المظلوم والمقهور!
المعركة واضحة المعالم أحزاب تريد التطبيع ولو بنعومة ومكر وأخرى رافضة لذلك التطبيع فلا يعقل أن نذهب مع من يريد تقوية إسرائيل ومثل السعودية والإمارات ذلك الخليج الذي كله تطبيع ويريد منا أن نقع في مستنقع الذل ومخالفة القرآن الكريم لأجل شخوص لا تعنيها العقيدة ولا صادقة في شعار ترفعه!
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) التوبة ١١٩
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha