أ.د علي الدلفي ||
لو أنَّ الحسنةَ الوحيدةَ المكتسبةَ بعد سقوطِ الصّنمِ الطّاغيةِ صدّام المجرمِ هي حرّيّةُ التّعبيرِ لكفىٰ. والخطاب موجّه لأصدقائي الشّباب الذين لا يعرفون شيئًا عن الطّاغيةِ ابن الحرامِ ابنِ العاهرةِ صبحة؛ أقولُ: لَقَدْ أكّدتِ المادّة (19) من الإعلانِ العالميّ لحقوقِ الإنسانِ لسنة (1948) الحقّ في حرّيّةِ التّعبيرِ؛ وَقَدْ جاءَ في المادّةِ (19)؛كذلك؛ من العهدِ الدّوليّ للحقوقِ المدنيّةِ والسّياسيّةِ علىٰ أنّه لكلِّ إنسانٍ حقّ في اعتناقِ آراءٍ دونِ مضايقةٍ، ولكلِّ إنسانٍ حقّ في حرّيّةِ التّعبيرِ؛ ويشملُ هذا الحقّ حرّيّته في التماسِ مُختلفِ ضروبِ المعلوماتِ والأفكارِ وتلقّيها ونقلها إلىٰ الآخرين سواء علىٰ شكلٍ مكتوبٍ أم مطبوعٍ أم في قالبٍ فنّيّ أو بأيّة وسيلةٍ أخرىٰ يختارها لذلك يجب احترام حقوق الآخرين
أصدقائي الشّباب
ما حدثَ في زمن الطّاغيةِ المجرمِ "صدّام" عكس ذلك تمامًا فجميعُ الحرّيّاتِ قَدْ أُقمعت فلا حرّيّة للرأي الملفوظِ ولا حرّيّة للرأي المطبوعِ؛ ولا يمكنُ أنْ يُتداولَ كتابٌ قد حظره الطّاغيةُ وجلاوزتهُ؛ ومن يقوم بخلافِ ذلك فَقَدْ عرّضَ نفسه وأبناءه وعائلته وعشيرته إلىٰ المخاطرِ والمزالقِ وأقلّ ما يُفعل به هو التّعذيبُ الشّديدُ والحبسُ في الشّعبةِ الخامسةِ أو دوائر الأمنِ المتعدّدةِ؛ سيّئة الصّيت بطبيعةِ الحال؛ بعد أنْ ينكّلَ بعائلتهِ وأقاربهِ أشدّ تنكيلٍ!!
هَلْ تعلمونَ أيّها الشّباب!
أنّ الطّاغيةَ قد نسفَ كلّ قوانين حقوق الإنسانِ والحيوانِ من أجلِ إهانةِ كرامتنا جميعًا؛ وَقَدْ جثمَ علىٰ صدورنا جثمًا وقمع حرّيّاتنا قمعًا؛ وأهان الجميعَ إهانةً ممّن خالفه ومن لم يخالفه؛ ونكّل بنا؛ وقتّل؛ وشرّد؛ وهجّر؛ وسفّر؛ وأهان؛ واستباح الحرمات وجميع الحرّيّات؛ وقد تجاوز ظلمه الأوّلين والآخرين...
لذا أدعوكم؛ أصدقائي الشّباب؛ لقراءةِ تاريخِ تلك المرحلةِ والاطّلاع علىٰ حجمِ الدًمارِ الذي خلّفه الطّاغية ومن معه؛ والأساليب التي أقامَ بها حكمه الظّالم علينا من أجلِ تدميرِ شخصيّة الإنسانِ العراقيّ؛ وإهانةِ كرامته؛ واستباحة دمه وشرفه وماله.
اعلموا أنّ مَنْ يريدُ وطنًا.. عليه أنْ لا يبيعه.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha