ناعم علي الشغانبي ||
منذ حوالي سنتان والعالم يمر بأزمة اقتصادية خانقة بسبب انتشار وباء كورونا . ناهيك عن تأثيره المباشر على انخفاض اسعار النفط وتدني مستوى التعامل معه .
وسواء اسلمنا بانه فايروس مفتعل ام هو وباء الهي حاله كحال بقية الامراض المعدية فأنه اخد مأخده من الجميع حيث وصلت الاصابات الوفيات الى ارقام مخيفة ، ناهيك عن كينونته متحولاً بين فترة وأخرى .
العراق ايضاً من البلدان التي اخذت نصيبها منه ولا زالت ، والعراق كدولة واقتصاد تضرر كثيرا لكونه لا يعتمد على موارد اقتصاديه غير بيع النفط ومع نزول اسعار النفط واجه العراق ازمة سيولة اضطرته الى اتخاذ خطوات حملت البلد باقتراض وتعاملات قد تنهك جسد الدولة العراقية مستقبلاً اذا ما اتخذت الحكومة خطوات جادة في تصيح المسار الاقتصادي .
ولكن رغم كثرة الاصابات وكذلك الوفيات المستمرة ، نلاحظ ان المواطن العراقي غير مهتم لهذا الوباء واضراره ، وعندما تتجول في الشوارع والاسواق وحتى الدوائر الحكومية وغيرها تلاحظ ان رعاية التعليمات الصحية لا تتجاوز نسبة ال ١٠٪
ولعل سائل يسأل ماهو الامر الذي اربك المواطن جراء انتشار الوباء ؟
فان الجواب سيكون هو ... معاناة الناس بسبب قلة المعيشة وبالاخص العوائل المحتاجة منها والتي كانت توفر لقمة العيش لها من العمل اليومي اي الكسبة والعمال واصحاب سيارات الاجرة و...
وبسبب حضر التجوال الذي يفرض بين الفينة والاخرى فان معاناة هؤلاء الناس تزداد يوماً بعد يوم .
ومن ثم جاء القرار الاخير برفع سعر الدولار الذي اشعل السوق دون رقيب ولا حسيب ،
ومن هنا لابد من اتخاذ خطوات جادة لرفع ولو نسبة بسيطة من هذا الحيف ، وعلى اقل تقدير ان تقوم الحكومة بتوزيع الحصة الغذائية كاملة للمواطنين وكذلك تفعيل فرق مراقبة للسيطرة على السوق ، والحيلولة دون جشع بعض التجار الذين جمعوا ثروتهم على حساب التلاعب بالاسواق واحتكار السلع عن المواطنين .
اذن في هذا الشهر لابد ان نستذكر خطبة الرسول الكريم ص في استقبال الشهر الكريم حيث قال (( أَيُّهَا النَّاسُ! مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خُلُقَهُ، كَانَ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الأَقْدَامُ، وَمَنْ خَفَّفَ فِي هَذَا الشَّهْرِ عَمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، خَفَّفَ اللَّهُ عَلَيْهِ حِسَابَهُ، وَمَنْ كَفَّ فِيهِ شَرَّهُ، كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ أَكْرَمَ فِيهِ يَتِيماً، أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ ... ))
https://telegram.me/buratha