أسعد تركي سواري
تقتطع أموال المستضعفين وذوي الشهداء والمواطنين الشرفاء في الموازنة العامة ، لتدفع بها فصول عشائرية عن الدواعش ، والمتسالم عليه شرعا وعرفا أن ( الحامة ) يعني أعمام القاتل هي التي تتحمل تكاليف الدية الشرعية لأهل القتيل ،
وبات واضحا من هم الحامة للدواعش .
٢ - صحيح إن العراق مجتمع عشائري ولكنه دولة حديثة تحتكم إلى دستور ولا تحتكم إلى إلى ( السنينة ) العشائرية .
٣ - ينبغي للقيادة الوطنية أن تضع سلم أولويات في تبويب المال العام في الموازنة الاتحادية ، يراعى فيها تقليص الفارق الطبقي لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحديث النظام السياسي عبر برامج التنمية الشاملة بعيدا عن مؤثرات الموسم الانتخابي .
٣ - توجد عبارة شائعة في المجتمعات القبلية مثل العراق ، يرددها المستخفون بالدم الإنساني وهي ( أقتله وفصله حاضر ، وأقتله وأكو عشيرة تدفع ) ، وبفعلكم هذا على ما جاء على لسان رئيس مجلس النواب الموقر ، ستشيع العبارة الآتية :
( أقتله وأكو دولة تدفع ) ، وهو تشجيع على سفك دماء المواطنين الشرفاء الأبرياء .
٤ - لم نطلب منكم أن تطاردوا وتعتقلوا وتعدموا ذوي الدواعش ، كما كان يفعل الطاغية المقبور معنا ، بوصفنا جابهناه مجابهة مسلحة ، ولكن أن تستهروا بدماء العراقيين الشرفاء إلى درجة أن تدفعوا الدية والفصل العشائري عن ذوي الدواعش ، فهذا مما لن يغفر لكم .
٥ - الدولة باتت تدفع تعويض للضحية ( ذوي الشهداء ) ، وفي الوقت ذاته تدفع عن القاتل والجلاد (ذوي الدواعش) ، دحضا لكل المعايير والقيم الإنسانية والشرعية ، على حد سواء ، تحت مبررات واهية ، في حقيقتها ليست سوى دواعي انتخابية رخيصة ،
وهي بذلك تذكرنا بالذي وجدوه يبكي الصحابي الجليل عمار بن ياسر (رض) ، فسألوه لماذ تبكي ؟
فأجاب أبكي لشهادة عمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليه ،
فسألوه ومن قتل عمار ؟،
فأجاب : قتله معاوية بن أبي سفيان (وترضى عليه أيضا ) ،
فسألوه ولماذا قتله ؟ ،
فأجاب :
لأنه قاتل إلى جانب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ،
فقالوا له :
عظم الله تعالى أجرك بعقلك ، إذ ترضيت على القاتل والقتيل ،
فأين معيار الحق والباطل ؟!
ولذا بات لزاما علينا تعزية من قام بهذا الفعل المستهجن والجريمة النكراء ، فعظم الله تعالى أجرهم بعقولهم وضمائرهم وإنسانيتهم ،
وعظم الله تعالى أجرنا بمستقبل النظام السياسي القائم .
https://telegram.me/buratha