المقالات

الالتفات إلى الداخل..!


 

علي علي ||

 

  معروف عن العراقيين حبهم للتزاور من قديم الزمان، ولطالما سمعنا من آبائنا وأجدادنا كيف كانوا يقطعون المسافات الشاسعة لمواصلة قريب او صديق، او حتى شخص ربطتهم معه في ظرف ما رابطة ما.

  وعلى ذكر التزاور والتواصل، أذكر زيارة قام بها رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي الى إقليم كردستان العراق، وتحديدا في شهر حزيران من عام 2013، وقطعا كانت زيارة لحل المشاكل العالقة، ولتلطيف الأجواء المغبرة جدا جدا يومها. واستبشر العراقيون كل الخير من تلك الزيارة، لاسيما وقد بادل الزيارة بعدها رئيس إقليم كردستان العراق آنذاك مسعود بارزاني، وقام بمثيلتها الى بغداد. وكلنا يذكر كيف كان لتلك الزيارتين أثر إيجابي سريع، أتت نتائجه بتقدم ملحوظ في سير العملية السياسية، كذلك على اجتماعات مجلس النواب ومجلس الوزراء وباقي اجتماعات الرئاسات. ولم تكن الزيارتان وليدتي حالة طارئة، او إسقاط فرض او درء شر او محاباة لجانب معين، فالتزاور -كما أسلفت- من خصالنا التي لازمتنا في مجتمعنا العراقي منذ القدم بين الأقارب والمعارف والجيران، ولطالما كانت وراء زياراتنا أسباب ودواعٍ أبعد من كونها زيارة توادد أو رد واجب او عيادة مريض، إذ قد تكون لحل مشكلة او تسوية خلاف. ولنا في رسول الله (ص) أسوة حسنة، فقصته مع جاره اليهودي معروفة، حين عاده في بيته يتفقده بعد ان افتقده، على الرغم من أن اليهودي كان يلاقي النبي (ص) صباح كل يوم بما لايليق بمنزلته.

  في الآونة الأخيرة، قام رئيس وزرائنا الحالي الكاظمي بزيارات مكوكية تحسب لصالحه فيما لو أتت أكلها نضرة يانعة، في وقت ضاقت الخناقات على العراقيين بشكل غير مكافئ للانفراجات النسبية التي تحصل بين حين وآخر، وأستطيع القول ان السبب الرئيس في شحة الانفراجات على العراق هو الدول الاقليمية، ولاسيما جاري الجنوب والشرق وجار الشمال. ففي كانون أول من عام 2014 حط العبادي رحاله في الامارات، وكانت الأولى له منذ توليه منصبه، وقد كان مخططا له أن يبحث خلالها ملفات الأمن ومستجداته وتداعياته على الساحة العراقية، وكما صرحت وسائل إعلامية انه -العبادي- ناقش هناك دعم مشاريع إعادة إعمار المدن التي استعادتها القوات العراقية من قبضة عصابات داعش. والى هنا الأمر سليم ويسير في خطوات صحيحة، وما من عراقي لايرغب بتحسين العلاقات بغية الاستفادة منها حاضرا ومستقبلا. ولكن، أظن أن العبادي قد نسي شيئا من ماضي الزيارات التي عادة مايبادر بها مسؤولو العراق الى دول الجوار، ويعودون بخفي حنين. كما نسي وزير خارجيتنا أن الدول المقصودة بالذهاب اليها كانت -ومازالت- مشمرة عن ساعديها في جمع المصائب والكوارث وقذفها بما استطاعت من قوة الى داخل الحدود العراقية، والنسيان موصول قطعا برئيس برلماننا ورئيس جمهوريتنا، فسفرياتهم ورحلاتهم السندبادية لاأظنها أثمرت عن شيء ينفع العراقيين، إذ أنها لاتحتسب غير سفرات سياحية او استجمامية، فيما يغلي المرجل في الداخل العراقي، والمواطن أول المحترقين بنيران دول الإقليم ونيران ساسته في مجالس الدولة الثلاث على حد سواء.

  أرى أن الالتفات الى الداخل والاهتمام بما يحدث، والبحث عن حلول جذرية، خير ألف مرة من تجشم عناء السفر الى الأعراب الأغراب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك