مازن البعيجي ||
مَن يلاحظ مسيرة "دولة الفقيه" منذ ثورتها الإسلامية التي تفاجأ بها العالم المستكبر بعد أن تصور من خلال زرع العملاء في كل العالم ومنهُ العالم العربي والإسلامي! إن لم يبقي جذور للإسلام الحقيقي، ولكن شاء الله الجبار العظيم أن تأتي هذه الدولة وتسير بسيرة الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني الثوري ضد الظلم والاستبداد والطغيان والتكبر ، فثار الغرب والصهيونية العالمية وأمريكا عليها محتجة بقوانين فصّلتها على مقاساتها ومقاسات مصالحها الخادعة وفي اغلب مؤسساتها من مجلس الأمن وحقوق الإنسان وغيرها ، فوجدت قضية السلاح النووي ذريعة كبيرة لتوريط إيران وجرها الى منحر قتلها وشن الحرب عليها!
فدخلت إيران ميدان التفاوض وأي تفاوض وهي تضع الصبر والفطنة والانضباط والحذر واتباع الولي الخامنئي المفدى كمرشد واعي لمثل ملف داخلة فيه اعظم خبراء مخابرات العالم المستكبر والصهيونية العالمية بقيادة أمريكا وحسبك هذه الثعلب الماكر والشيطان الأكبر كما وصفها الإمام الخُميني العظيم ، فسارت المفاوضات بشكل حَمَلَ الصدق والإخلاص والولاء والنهج الإسلامي الأصيل ليرى العالم الغربي أن ثمة بشر وهم الايرانيون اختلفوا عن كل ما مرت به دول أوروبا المؤثرة ، بل حاولت أمريكا عبر الإتحاد الأوربي وعبر منظمة الطاقة النووية التي لا شك بأن رجالاتها مخابرات على مستوى عال، بعد أن شاهدوا صلابة وصدق وإيمان الوفد المفاوض والذي تغير خلال الحكومات المتعاقبة في إيران ولم تتغير قيمهم والمبادئ ولم يتنازلوا عن حق أو يجبرهم موقف على استخدام الطرق الغير أخلاقية مع كل ما جُند من اجل انزال إيران من علياء عرش التفاوض ورغم الحاجة الملحة وهي تعيش بعد الحرب المفروضة حصار خانق وقاسي شمل كل نواحي الحياة!
تحاوُر لم يكن وجها لوجه مع الوفد الأمريكي وكانت ترفض إيران هذا المبدأ وكل التحاور عبر وسيط ولكن مع الإتحاد الأوربي وجها لوجه لأنها تريد القول أنها مع القانون الدولي وليس مع العنجهية الأمريكية التي لا تلتزم بالقوانين التي هي وراء تشريعها ، وهذه نقطة مقتل مهمة جدا، ما أعني فتح الباب أمام أوروبا دون أمريكا التي أصبح حلمها الجلوس على طاولة تجمعهم مع المسؤول الإيراني مباشر! وهذا ما لم تقبل به إيران قط وهو مبدأ وعمود فقري في سياسة "دولة الفقيه" .
لتتكشف يوم بعد يوم وعلى طول التزام إيران منذ اكثر من أربعة عشر عام بتعليمات وكالة الطاقة الدولية لتشهد لهم ذات وكالة الطاقة الذرية بمستوى الانضباط والدقة في القوانين التي توافق عليها في جولات الحوار، الأمر الذي فهمته أوروبا ووقفت عنده رغم الضجيج الأمريكي والضغط عليها ، مرحلة وجولات حوار عرت فيها - دولة الفقيه - سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وكذب مؤسساتها وتفلتها من القوانين والإنسحاب منها، وما التراجع عن الاتفاقية النووية الإيرانية خمسة زائد واحد التي وقعت بين أمريكا وأوروبا من جهة ومع إيران من جهة والتي لاحقا انسحب منها ترامب ممزقا توقيع أمريكا ملقيا به في سلة المهملات إلا دليلا على ذلك !
حتى وصلنا اليوم بفضل الله تعالى لمرحلة أن العالم كله يعرف معنى الحق المبدئي الإيراني وسلمية ما يريد ترسيخه وقد وصلت السياسة الأيرانية الى ما تريد واسقطت برقع دولة المؤسسات ليبدأ عهد وعصر جديد اسمه الإدارة الإسلامية في الشرق الأوسط .
من هنا لابد من فهم دولة الفقيه وكيف تدير محور المقاومة دون تنازل ودون فتح المجال لمثل أمريكا التي بقي حلم التفاوض المباشر لها مع إيران حلم ينقصه نوم عميق الحائل منه إيران الإسلامية ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha