أ.د علي الدلفي ||
يقولُ العلّامةُ الأستاذُ الدّكتورُ مُحمّد حُسَين الصّغير في كتابهِ: (المرجعيّةُ الدّينيّةُ العُليا في النّجفِ الأشرفِ مسيرةُ ألفِ عامٍ) مادحًا سماحةَ المرجعِ الدّينيّ الأعلىٰ السَّيِّدِ عليِّ الحُسينيِّ السّيستانيّ (دام ظلّهُ الوارف):
"هذا العَلَمُ الشّاخصُ واللّواءُ الخفّاقُ لا يُفرِّقُ علىٰ الإطلاقِ بينَ مذاهبِ الإُمَّةِ الإسلاميّةِ وطوائفها المتعدِّدة، بَلْ قَدْ يذكرُ آراءَهُمْ العلميّة في (البحثِ الخارجِ العاليّ) في الفقهِ والأصولِ؛ كما سمعتُ ذلكَ مِنْهُ مشافهةً علىٰ منبرِ تدريسهِ العاليّ؛ وهو لا يُميِّزُ بينَ طبقاتِ الشّعبِ العراقيّ وفصائلهِ المذهبيّةِ والعِرقيّة كافةً؛ ويريدُ إقامةَ صرحِ العدلِ الاجتماعيّ الصّادقِ في ضوءِ تعليماتِ القُرآنِ الكريمِ والسُّنّةِ الشّريفةِ؛ وهو يُريدُ تطويرِ العلاقاتِ الاجتماعيّةِ المُعمَّقةِ بينَ أطيافِ هذا التّلوينِ الدِّينيّ والقوميّ وأشكالهِ الأخرىٰ للتعبيرِ عَنْ وحدةِ الأُمَّةِ في ضوءِ وحدةِ القيادةِ الواعيةِ؛ وهو يصدرُ في هذا المنطلقِ عَنْ وعيٍّ سياسيٍّ مُتحضِّرٍ خارقٍ يجمعُ بهِ كلمةَ العراقيّينَ في الالتفافِ الذي يوحِّدُ صفوفهم؛ ولا يدع ثغرةً للاستعمارِ العالميّ يَنْفَذُ مِنْ خلالها لاختراقِ مقدَّراتِ الشّعبِ العراقيّ والهيمنةِ علىٰ استراتيجيّةِ أبعادهِ المتشعِّبةِ ثقافيًّا؛ وماليًّا؛ وفِكريًّا؛ وتجاريًّا؛ ونفطيًّا؛ وهو الهدفُ الأوَّلُ والأخيرُ".
لَقَدْ استطاعَ السَّيِّدُ السِّيستانيّ أنْ يُكتّفَ أيدي الاحتلالِ ويُضعّفَ سطوتهم مِنْ بعد (٢٠٠٣م) بواسطةِ فرضِ شكلِ النّظامِ السّياسيّ الجديدِ الذي جاءَ علىٰ خلافِ ما أرادهُ الاحتلالُ؛ وكتابةِ الدّستورِ العراقيّ بما يلائمُ مبادئ السّلمِ الأهليّ والعدالةِ الاجتماعيّةِ وعقائد النّاس وشعائرهم؛ مِنْ أجلِ حفظِ هيبةِ الإسلامِ ونصرِهِ... إلىٰ غيرِ ذلكَ مِنَ المواقفِ الوطنيّةِ الخالصةِ؛ وَمَنْ يريدُ أنْ يطّلعَ علىٰ كُلِّ ذلكَ وأكثر عليهِ بقراءةِ كتابِ (النّصوص الصّادرة عَنْ سماحةِ السّيّد السّيستانيّ في المسألةِ العراقيّةِ) للأستاذ حامد الخفّاف؛ وقتها كُنَّا نستشعرُ صدمةَ الاحتلالِ بسببِ خطاباتهِ السّياسيّةِ وبياناتهِ الاجتماعيّةِ والتّواصليّةِ وفتاواهِ العظيمةِ التي نظّمتْ العراقيّينَ ووجّهتهم الوجهةَ الصّحيحةَ لحفظِ وحدةِ العراقِ وكرامتهِ. إنَّهم تفاجأوا بحكمتِهِ وبصيرتِهِ وآرائهِ السّياسيّةِ السّديدةِ النّابعةِ مِنْ فكرةِ سيادةِ العراقِ واستقلالِهِ.
https://telegram.me/buratha