المقالات

السّيستانيّ أمّةٌ في رجلٍ

1687 2021-04-23

 

أ.د علي الدلفي ||

 

يقولُ العلّامةُ الأستاذُ الدّكتورُ مُحمّد حُسَين الصّغير في كتابهِ: (المرجعيّةُ الدّينيّةُ العُليا في النّجفِ الأشرفِ مسيرةُ ألفِ عامٍ) مادحًا سماحةَ المرجعِ الدّينيّ الأعلىٰ السَّيِّدِ عليِّ الحُسينيِّ السّيستانيّ (دام ظلّهُ الوارف):

 "هذا العَلَمُ الشّاخصُ واللّواءُ الخفّاقُ لا يُفرِّقُ علىٰ الإطلاقِ بينَ مذاهبِ الإُمَّةِ الإسلاميّةِ وطوائفها المتعدِّدة، بَلْ قَدْ يذكرُ آراءَهُمْ العلميّة في (البحثِ الخارجِ العاليّ) في الفقهِ والأصولِ؛ كما سمعتُ ذلكَ مِنْهُ مشافهةً علىٰ منبرِ تدريسهِ العاليّ؛ وهو لا يُميِّزُ بينَ طبقاتِ الشّعبِ العراقيّ وفصائلهِ المذهبيّةِ والعِرقيّة كافةً؛ ويريدُ إقامةَ صرحِ العدلِ الاجتماعيّ الصّادقِ في ضوءِ تعليماتِ القُرآنِ الكريمِ والسُّنّةِ الشّريفةِ؛ وهو يُريدُ تطويرِ العلاقاتِ الاجتماعيّةِ المُعمَّقةِ بينَ أطيافِ هذا التّلوينِ الدِّينيّ والقوميّ وأشكالهِ الأخرىٰ للتعبيرِ عَنْ وحدةِ الأُمَّةِ في ضوءِ وحدةِ القيادةِ الواعيةِ؛ وهو يصدرُ في هذا المنطلقِ عَنْ وعيٍّ سياسيٍّ مُتحضِّرٍ خارقٍ يجمعُ بهِ كلمةَ العراقيّينَ في الالتفافِ الذي يوحِّدُ صفوفهم؛ ولا يدع ثغرةً للاستعمارِ العالميّ يَنْفَذُ مِنْ خلالها لاختراقِ مقدَّراتِ الشّعبِ العراقيّ والهيمنةِ علىٰ استراتيجيّةِ أبعادهِ المتشعِّبةِ ثقافيًّا؛ وماليًّا؛ وفِكريًّا؛ وتجاريًّا؛ ونفطيًّا؛ وهو الهدفُ الأوَّلُ والأخيرُ".

لَقَدْ استطاعَ السَّيِّدُ السِّيستانيّ أنْ يُكتّفَ أيدي الاحتلالِ ويُضعّفَ سطوتهم مِنْ بعد (٢٠٠٣م) بواسطةِ فرضِ شكلِ النّظامِ السّياسيّ الجديدِ الذي جاءَ علىٰ خلافِ ما أرادهُ الاحتلالُ؛ وكتابةِ الدّستورِ العراقيّ بما يلائمُ مبادئ السّلمِ الأهليّ والعدالةِ الاجتماعيّةِ وعقائد النّاس وشعائرهم؛ مِنْ أجلِ حفظِ هيبةِ الإسلامِ ونصرِهِ... إلىٰ غيرِ ذلكَ مِنَ المواقفِ الوطنيّةِ الخالصةِ؛ وَمَنْ يريدُ أنْ يطّلعَ علىٰ كُلِّ ذلكَ وأكثر عليهِ بقراءةِ كتابِ (النّصوص الصّادرة عَنْ سماحةِ السّيّد السّيستانيّ في المسألةِ العراقيّةِ) للأستاذ حامد الخفّاف؛ وقتها كُنَّا نستشعرُ صدمةَ الاحتلالِ بسببِ خطاباتهِ السّياسيّةِ وبياناتهِ الاجتماعيّةِ والتّواصليّةِ وفتاواهِ العظيمةِ التي نظّمتْ العراقيّينَ ووجّهتهم الوجهةَ الصّحيحةَ لحفظِ وحدةِ العراقِ وكرامتهِ. إنَّهم تفاجأوا بحكمتِهِ وبصيرتِهِ وآرائهِ السّياسيّةِ السّديدةِ النّابعةِ مِنْ فكرةِ سيادةِ العراقِ واستقلالِهِ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك