محمد فخري المولى ||
الاعتراف بالحق فضيلة من كلمات الماثور المهمة تجمع بهذه المقولة الصدق والكبرياء والايثار بل كل الخصال الأصيلة .
قد ينظر الى هذه الكلمات على انها تنظير لكنها عندما تنظر اليها بعمق ستجد فيها تجرد انساني داخلي يكسر كل قواعد الآنا والكبرياء والجبروت للانسان والاهم صراع النفس الداخلي من حيث الوصمة الاجتماعية لاننا لم نعتد بخلفيتنا البدوية القبلية العشائرية على الاعتراف لارتفاع منسوب عزت النفس ، لذلك يعطى لمن يردد الحقيقة بصدق مكرمة او خصلة تميزه عمن لا يعترف ويكابر لذلك تجد الكثيرين عبر التاريخ ممن سارو بهذا المنحى خلدو والعكس صحيح فالطغاة والمتكبرين بطغيانهم ادى الى هلاكهم ودمار شعوبهم وقبائلهم وعشائرهم ، لذلك سار المنحى بالاستمرار بعدم الاعتراف بالخطأ .
بالمناسبة الاعتراف بالديانات الأخرى يعتبر كفارة لذلك الذنب او العمل الخاطى الذي عليه مؤشر او الإثم باللفظ الصريح
لنننقل الى الحاضر الذي نركز عليه لأنه بوابة المستقبل .
منذ عام 2003 عندما دخلنا ببوابة للحرية والديمقراطية المفرطة وغير المقننة كان من المفترض أن ننسلخ من كل تعصبات وعقد الماضي الأليم الذي ضم بطياته سيل من الأحداث والتفاصيل بل وحتى النهايات التي انهت حياة ابطالها ، المفاجأة اننا عدنا بنفس الطريقة وبذات الأسلوب لتبرير وتغطية اخطائنا على مختلف الشماعات وما أكثرها وايسرها لأنها ناغمت عقول مطلقيها ومن تبعهم وتناسو ان الكثير يتابع ويشخص ويسجل ، استمرينا نبرر الخطأ تلو الخطأ بل الخطأ بخطأ أكبر وثمنه أكبر واغلى لان الأخطاء عندما تكون اثمانها دماء الأبرياء والمساكين فهي قمة الخطأ والخطيئة.
الرسالة الكبرى لا تدعونا نربط الاعتراف بمعادلة فاسد شجاع
ام نزيه جبان لنعترف بالخطأ.
الأخطاء تحدث لكن عندما يقع الخطأ يجب ان لا يتكرر وذلك بتشخيص الأسباب التي ادت الى الحدث .
هذه الكلمات لا تنطبق على واقعنا واقع الحرية المفرطة التي كان يجب ان يكون أول ثمارها الاعتراف بالخطأ.
الخطأ الأول الأكبر والاهم منذ عام 2003 لم ننظر للمستقبل بشكل ستراتيجي مهني بيد متخصصين بل ترك الحابل على الغالب كما يردد .
لم نتعلم من أخطائنا الخطأ تلو الخطأ لانه تعلمنا فقط ان فن التبرير والبقاء بالمنصب اهم من اي تفصيل اخر .
عشرات الحوادث الاليمة مضت لم نستفد من دروسها وآخرها مستشفى الخطيب الحادثة التي كانت هناك حادثة مشابهه لها بمستشفى اليرموك ولا يهم ان كان السبب حرق تماس كهربائي او انفجار عبوات
الاوكسجين او نقص علاج او قلة رعاية بل بصراحة القول تنصل من عبارة الطب والدواء امر وغاية انسانية قبل الماديات او المناصب .
ابدئو بطريق الاعتراف بالخطأ فضيلة على كل الاصعدا سياسية امنية عسكرية خارجية طبية تربية تعليم إدارة اعمار استثمار صناعة أعمال اقتصاد مال تجارة ، التي اجدتم بها على الصعيد الشخصي الفئوي الحزبي المكونات الطائفة ، لكن اخفقتم بها باسم العراق واهله الطيبين .
المال يورث التجارة توزع المصالح كلا" ياخذ حصته بعد مغادرتكم الحياة وقبوركم وبيوتكم ستغدو اطلال بعد حين .
اما التاريخ فلن يسجل شركائكم بل سيسجل أسمائكم ويحفرها كالنقش على الحجر أنكم لم تكونوا اهل للمسؤولية وستلقون وزرها وحدكم بالدنيا وبالآخرة .
الا من متعلم ومتعض للدرس
https://telegram.me/buratha