محمد البدر ||
حين تُتَبِل قطعة لحم ستمتزج نكهات مواد التتبيل بها وتعطيك مزيج يجمع بين مذاق اللحم ونكهة مواد التتبيل.
هذا فقط إذا تبلتَها ليوم واحد أو عدة ساعات.
ماذا لو كان هناك مجتمعٌ بقي مُتبل بأفكار وتنظيرات وأدبيات ومفاهيم حزب فاشي عفن لمدة 35 عام.
ذلك الحزب تبّل هذا المجتمع بمزيج من العنصرية و الفاشية والديكتاتورية والكره والحقد والتخوين والتسقيط والاتهام وخطاب احتكار الوطنية، لا تساؤل لا تفكير لا تحليل لا إعتراض لا حياد.
اختفت مؤسسات ومقرات ذلك الحزب وسقط نظامه الحاكم وذهبت سلطته.
لكنتتبيلتهُ التي عَتق بها المجتمع لا زالت نكهتها باقية وتستطيع أن تشم عفونتها تفوح من كلام وطرح ومتبنيات وأدبيات الكثيرون ممن لازال يتبناها عن عمد أو تأثر أو انخداع أو جهل.
لازال الكثيرون يتبنون متبنيات البعث ومما يؤسف له إن ذلك يحدث باللاشعور ودون علمهم متخيلين إن هذا طرحهم وأدبياتهم وليست بقايا تلك التتبيلة.
الموضوع على مستوى الجماعات وحتى الأفراد بل إن هناك كائن عراقي لازال غارقاً بتلك التتبيلة.
هذا الكائن المُتبل، قطعة المواطن المعتق بتلك الأفكار تراه لا يعرف مايريد.
المهم أن يدلق علينا عفونة تلك التتبيلة هو يفعل هذا فقط لتفوح منه نكهتها.
المُحزن إنه متضرر من هذه التتبيلة وزمنها لكنه لا زال متمسكاً بعفونتها ويفوح منها قيحاً على الآخرين.
لكن ما يُحزن أكثر وأكثر هو حين يُراد أن تتلوث مفاهيم الوطنية والمواطنة والإنتماء وحرية الرأي والتعبير بعفونة تلك التتبيلة.
وأما أن تفوح منك نتانتها وهنا يتم منحك شهادة الوطنية والإنتماء من المُعتقون بتلك العفونة وتصبح مواطن صالح
أو أن تختار لنفسك نكهة ومذاق خاص بك بعيداً عن تلك العفونة وتكتب مُعرياً وفاضحاً لعفونة تتبيلة البعث وأنت هنا ستصبح مواطن غير صالح وتسحب منك جنسية الإنتماء لهذا الوطن وترمى على الحدود الشرقية مثل ما تم رمي مليون عراقي سابقاً بتهمة التبعية.
تخيل أن تصبح عفونة أدبيات وشعارات وتوجهات البعث هي من تحدد قيمة الأفكار والمفاهيم، وهي من تحدد الوطني من اللاوطني.
https://telegram.me/buratha