مازن البعيجي ||
منذ أول فجر الثورة وشعاع خيوطها التي اقتحم ظلام العالم والعالم الإسلامي والإمام الخُميني العظيم حدد هدفه ببوصلة العرفان "فلسطين" التي ما كان أحد ليصدق أنها قضية من الممكن أن تكون شيعية يوما من الأيام ، بل وتقع في أول أولويات الثورة الإسلامية التي كأنها ما حدثت إلا لفلسطين أولا ثم لإيران ثانيا، نظرة من العمق والفلسفة التي أحدثها روح الله الخُميني العزيز لا أحد يمكن أن يسبقه إليها قط .
منذ ذلك الفجر كان يعرف قيمتها كقضية على عدة مستويات متشعبة وهو يرى ظاهرها والباطن ، حتى اكثر دقة وتركيزا من قياداتها وأهلها ، للحد الذي جعل منها عنوان متجدد كما تجدد شهر رمضان المبارك الذي خُصّص للصحوة الذاتية بين الإنسان وربه وترتيب امور العبد في افضل شهر بأيامه ولياليه على الإطلاق ، ذهب مركزا عليها أبعد من ذلك بكثير جدا حيث قرنها من حيث الأحياء احياء "يوم القدس العالمي" كما احياء ليلة القدر فلسفة عمق ووعي وترابط وتناغم لصنع السواتر الفكرية وتجديد الخطاب وانتعاشه دون كلل او ملل كما يتجدد فينا الحنين الى شهر الله المبارك .
ولعل كل منصف متتبع ليرى الأحداث التي خلقت امة خائنة من عملاء ورؤساء الدول العربية التي كان يعرفها ذلك العالِم الهمام والذي استشرف الواقع والمستقبل على نحو اعجازي ونحن نشاهد متون الكلمات والأقوال التي تنطبق مِائة بالمِائة معبرة عن ثراء عجيب عند من كان ابن عمران زمنه كما عبر عن ذلك احد الاوربيين .
فخلق دعاية دائمةَ البث والتذكير بالقضية الأم أسماها "يوم القدس العالمي" المرتبط بعمق حراك وحركة عبادية يعبر خط شروع ورجوع للاستلهام منه وخلق مقاوم يحقق واحدة من اهداف الثورة الخمينية المباركة والتي هي نصرة القضية الفلسطينية واعتبرها صور الدم التي من خلالها نعرف من الذي معها ومن الخائن لها ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha