المقالات

المُثقّفُ الخائِنُ وتزييفُ الذّاتِ

1600 2021-05-13

 

أ.د عليّ حسن الدّلفيّ ||

 

المُثقّفُ الخائِنُ وحدُهُ مَنْ يتحمّلُ مسؤوليّةَ تزييفِ الذّاتِ وترسيخِ التّجهيلِ المُجتمعيّ؛ ولهذا نجدُ عددًا  كبيرًا مِنَ المفكّرين وجّهوا التّوبيخ تلوَ الآخرِ للمثقّفِ الخائِنِ المُتخلّيّ عَنْ رسالةٍ أخلاقيةٍ افترض؛ مسبقًا؛ أنّه منذورٌ لأجلها؛ وَعَنْ مُمارسةِ أهمِّ مسؤولياتِهِ في النَّقدِ! وهي الوظيفةُ الرّئيسةُ للمثقّفِ. والتّحلّي بالشّجاعةِ والمسؤوليّةِ؛ خاصّة في ظلِّ الاحترابِ الفكريّ الذي يجعلُ الأمورَ ملتبسةً. إنَّ المُثقّفَ الحرباءَ هو مَنْ استهوته وتستهويه مُغرياتُ السّلطةِ والجاهِ والمالِ فتقودهُ للانحيازِ لمصالحهِ الأنانيّةِ  السّياسيّةِ والنّفعيّةِ علىٰ حسابِ دورهِ ومسؤولياتهِ الأخلاقيّةِ. وهو مَنْ انساقَ خلفَ

أهوائهِ وتحزباتهِ الفكريّةِ والطّائفيّةِ إلىٰ أنْ فَقَدَ رسالتهُ الأخلاقيّة؛ وتتحوّلَ إلىٰ عاملٍ هدّامٍ ومدمّرٍ للدورِ التقدّميّ الكبيرِ الذي تقومُ بِهِ الثّقافةُ وينهضُ بِهِ الفكرُ. فَمَنْ يصدّقُ مثقّفًا أو كاتبًا يسوّغُ العمالةَ  والفسادَ والحيفَ الاجتماعيّ والنّهبَ للمالِ العامِّ؛ لمجرّدِ أنّ زعيمَهُ تغاضىٰ عنهُ أوْ تحالفَ مَعَ القتلةِ والإرهابيّينَ؟!!

إنَّ المُثقّفَ الانتهازيّ الوصوليّ هو السّببُ الرّيسُ في كُلِّ أبعادنا الحياتيّةِ المأساويّة:

وهو مَنْ كانَ سببًا في ترسيخِ البعدِ المأساويّ السّياسيّ؛ والبعدِ المأساويّ الدّينيّ؛ والبعدِ المأساويّ الاقتصاديّ؛ والبعدِ المأساويّ الثّقافيّ؛ والبعدِ المأساويّ الفكريّ؛ والبعدِ المأساويّ الاجتماعيّ... . أخيرًا أقولُ إنّ خيانةَ المثقّفِ لأفكارهِ السّابقةِ الحرّةِ كالمرأة التي تخلّت عن الرّزانةِ؛ واختارت السّفاهةِ.

إذن فليكن هذا التّنبيه ناقوس الخطرِ الذي يدّقُ لايقاظهِ مِنْ غفوتهِ!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك