جمعة العطواني ||
منذ ان توعد الامام الخامنئي بحكم بصيرته الثاقبة واستشرافه الدقيق، وبحكم تجربته الميدانية واستحضار السنن الإلهية، بل بحكم إيمانه المطلق بالوعد الالهي ان ( اسرائيل) الى زوال، وانهم بعد عقدين من الزمان لن يبقى لهم( اثر بعد عين)، تيقنتُ ان النصر (اتٍ )، وهو حليف محور المقاومة، وان ما تعيشه المنطقة من متغيرات هي اقرب الى الإعجاز الالهي منه الى الانتصار العسكري المادي، هذا الانتصار هو تجلّّ حقيقي، ومصداق لقوله تعالى( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ) .
فوفق الحسابات المادية والعسكرية والميدانية لا يتصورُ احد ان محور المقاومة سيحقق انتصارا في اية جبهة من جبهاتِ المواجهة مع محور الاستكبارِ وأدواته في المنطقة سواء كانت المواجهة مع الاحتلال الامريكي في العراق او الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة، او في مواجهة العدوان السعودي والمتحالفين معها ضد الشعب اليمني، او في جبهة سوريا التي واجهة عدوان وتامر دولي وإقليمي ذكرنا بمعركة الاحزاب في صدر الاسلام .
ما نراه اليوم من اعجاز جديد على جبهتنا في فلسطين المحتلة والانتصار المادي والمعنوي يؤشر الى حجم المتغيرات الميدانية و( انقلاب) معادلة التوازنِ او الردع الى حد ان العدو الذي كنا نراه يتغنى في حروبه في العقود الماضية يتوسل اليوم بأقرب حلفائه من المطبعين من الانظمة الخليجية علَّها تشفع له في إيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة والانتحارية من قطاع غزة.
اما على الصعيد المادي فقد وجدنا تطورا نوعيا في نوعية السلاح المشارك في المعركة، فصواريخ بعيدة المدى( ٢٥٠كم) ما كنا نراها في حرب عام ٢٠١٤ مع ا لكيان الصهيوني، وكذا الحال بالنسبة للطائرات المسيرة الانتحارية .
بالمقابلِ وجدنا تحصينات العدو والمتمثلة ب( القبة الحديدية ) تنهار امام دقة وتشويش صواريخ المقاومة الاسلامية.
فالانتصار انتصار مادي في قدرة صواريخ المقاومة ومدياتها الجديدة، ودقة الوصول الى اهدافها وهزيمتها للدفاعات الحرية الصهونية .
والانتصار المعنوي المتمثل بوحدة الشعب الفلسطيني وتلاحمه والتفافه حول فصائل المقاومة ، فلأول مرة نرى ان شرارة المقاومة والعزة تنطلق من الشعب الفلسطيني ( المقدسي) ليستجيب له الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
اكثر من ذلك اليوم وببركة حجم الهزيمة الصهيونية وتفوق سلاح المقاومة وجدنا ان الشعوب العربية، وبخاصةٍ من فئة الشباب يتعاطفون بحماس قل نظيره مع فلسطين وفصائل المقاومة ، بالرغم من محاولات الانظمة العربية والخليجية تثبيط عزيمة الشباب العربي وإبعادهم عن دائرة الصراع بين محورالمقاومة والاستكبار، وتسويق الموضوع على ان المعرمة مع الصهاينة معركة خاسرة، ولابد من التطبيع والاستسلام للحفاظ على ما تبقى من جغرافية يعيش عليها ما تبقى من الشعب لفلسطيني .
لهذا يمكن القول ان الهزيمة في المعركة مع الصهاينة اليوم هي هزيمة لكل الانظمة الخليجية والعربية المطبعة مع الكيان .
فالأنظمة المطبعة خسرت مرتين ،
الاولى ؛ امام شعوبها بعد ان تبين ان المقاومة هي السبيل الوحيد لإعادة الحق المسلوب الى شعبه ، وان التطبيع هو سلاح المهزومين والمتامرين على فلسطين .
الثانية؛ تصورت هذه الانظمة ان الكيان الصهيوني وأمريكا قادرتين على حماية هذه الأنظمة المتهالكة ، وبعد ان تبين لهم ان العدو غير قادر على حماية نفسه، فكيف يمكن له حماية تلك الانظمة ؟.
من هذا كله يمكن ان نستخلص ان الوعد الألهي والمدد الغيبي هو العنصر الاقوى في هذه المعادلة وهو الذي يحقق النصر المعنوي فيها، والله تعالى يقول( ولينصرن الله من ينصره) .
واي نصر لله اكثر من الدفاع عن الدين والعقيدة والمقدسات والأرض والعرض وكرامة الانسان ؟.
نعم مابين ( من ينصر الله ينصره )، وبين ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة) عادت اليوم القدس اقرب .
https://telegram.me/buratha