المقالات

بين الإنتماء الواعي وجاذبية الدولار

1018 2021-05-15

 

حسن المياح ||

 

·        الإنتماء الواعي والولاء الراسخ أم وإنتفاخ الذات

 

الذي يتخلي عن إنتماءه الرسالي العقيدي وإرتباطه التنظيمي من أجل مركز , أو منصب , أو وظيفة زائلة مترجرجة ذاهبة مورطة , لهو الدليل الصارخ الفاضح على التوجه الدنيوي المادي المنحدر , واللاثبات على المباديء والقيم والمثل والأخلاق , والنكوص والتراجع عن مواصلة الكدح العامل الصاعد نحو المثل الأعلى المطلق , وأنه الإنحراف الرذيل السافل الى تحقيق حب الذات وهيمنة الأنا الأمارة السائقة لإرتكاب الفواحش , واللاغية للآخر وجودآ ومشاركة وعيشآ إنسانيآ رغيدآ كريمآ , .....  إلا أن يقيم حقآ وعدلآ ويدفع ظلمآ وباطلآ , ويقضي على الفساد بكل أنواعه وأشكاله , ويجتث كل فاسد مجرم ظالم من تصدى للمسؤولية وتحمل الأمانة وهو لم يصنها ولم يحفظها ولم يؤدها أداء حسنآ.

أصبح من مودة العصر وتحضر الحال ووقدة الذهن وحدة وشدة الذكاء , أن يتخذ الإنتماء العقيدي والتنظيم الحزبي وسيلة للوصول الى غاية دنيوية مادية وحياة ترف ورفاه , ورفل بإنتفاخ وردح بتورم وفخر بإنتفاش على حساب أخيه الإنسان المشارك له في الوجود والعيش العزيز الكريم , وسلمآ لإرتقاء منصب وتقلد وظيفة لتحقيق المآرب التي يصبو اليها , والتي يرجوها لتحقيق رخاءه وبذخه على حساب ظلم وحرمان أخيه الذي شاركة الآلام وإكتوى معه بأشد ألوان العذاب وضروب المحن , ناكرآ لروح الأخوة ومتنكرآ لعلائق العيش المشترك وروابط الحب الأخوي وحبل المودة المتين .

ولقد صدق فخر الكائنات  رسول الله الأعظم ونبيه الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وإله حين شخص حال الناس بدقة , وصور خصال وجودهم بنظرة وحيانية بكل يقين وإتقان وحكمة , يوم قال وأكد , وحذر ونبه :

يأتي يوم على أمتي يكون دينهم دنانيرهم , وقبلتهم نساءهم .

وقد كان وأصبح وصار هذا الواقع في مشهد واضح جلي ممارس . فقد بيعت العقيدة الإلهية , وتخلي عن الإنتماء الرسالي الواعي , وهجر الولاء الإيماني , وذاب الوعي وإنصهر وتحول الى رغبة جامحة وشوق لاهف من أجل بريق الوظيفة , ووميض المنصب , وتلأليء الدينار ووهج الدولار . وأصبحت بوصلة التوجه والإتجاه هي رضا الزوجة المسترخية المتغنجة , والحبيبة الدلوع المتلهفة , والصديقة اللهوب المتوقدة , والمرأة اللعوب المستعرة الشبقة .

وقانا الله جميعآ شر الإنحراف , وضياع العقيدة , وخسران وفقدان الإيمان وذوبان الوعي الرسالي , في كل عصر ودهر , وفي كل آن ويوم وشهر .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك