حازم أحمد ||
نحن نتذكر ما قاله الإمام الخميني (رض) مؤسس يوم القدس العالمي، ومُفجِّر الثورة الإسلامية؛ قال لياسر عرفات أنِ ارفع شعار الإسلام، واترك شعارات القومية؛ حتى تنتصر القضية الفلسطينية.
عرفات لم يفعلها في حينها، وورَّط فلسطين بشعارات القومية العربية التافهة لعقود من الحجارة!.
اليوم بعد أن أوصلت الثورةُ الإسلامية الشعبَ الفلسطيني إلى مستوى القتال بالصواريخ، والمسيَّرات، والكورنيت، والبنادق، والمفاجآت المخبوءة التي تخرج تباعًا؛ يظهر لنا ساسة عراقيون بدعوات لا صبغة لها غير الذل والهوان!، إذ تجاوزوا بيانات وتوجيهات المرجعيات الدينية العظمى في العالم: الإمامين الخامنئي والسيستاني -أعزَّهما الله- وقرر الساسة الاتفاق على دعواتهم الفردية الفئوية الخاصة بموضوع التظاهرات لأجل فلسطين!.
إنَّ أغرب ما قرأناه منهم هو تغيير مواعيد التظاهرات التي أقرَّها (الشعب العراقي) وتحديد موعد جديد يتلاءم مع دعوة سيد مقتدى، هذا ما فعله الفتح الذي رجع من جديد ليكون مقتدائيًا أكثر من التيار نفسه!.
والأنكى من ذلك هو التوجيه الصارم بعدم رفع أي علم غير العلم العراقي والفلسطيني!، وهي لعمري دعوة قومية بائسة، منذ متى انتصر العراق دون أعلام ورايات آل محمد (ص)! وهل كانت ثورة الإمام الخميني إلا ثورة إسلامية قادها عالم الدين الشيعي السيد الموسوي المعمم؟!
هل كانت ثورة التنباك إلا بواسطة السيد المعمم الشيرازي؟! هل كانت ثورة العشرين إلا بفتوى علماء الدين الشيعة ومشاركتهم؟!
ألم يُهزَم العلم العراقي -أقول متألمًّا- في 2014 ولم يحمله ويرفعه من الأرض ثانية غير الحشد الشعبي الإسلامي وفصائل المقاومة الإسلامية تحت هتافات: لبيكَ يا حسين، لبيكِ يا زهراء، لبيكِ يا زينب، يا أبا الفضل... إلخ!
أسماء صواريخ ومُسيَّرات المقاومة: ذو الفقار، سِجِّيل، فاتح، أبابيل، بدر، فجر، قيام، كيان... إلخ، فهي إسلامية في تفاصيلها الدقيقة كلها، وليست قومية لا قيمة لها، ليست قومية مهزومة!.
اليوم فلسطين بدأت تخرج من قوقعة القومية والعروبة الهزيلة، اليوم بدأت الصواريخ تُطلَق من جنوبي لبنان وسورية على الصهاينة، اليوم بدأت الحدود البريّة تُكسر إلى فلسطين من الأردن ولبنان وسورية!.
لكن! ساسة عراقيون شيعة بدأوا الهجرة نكوصًا من الشعارات الإسلامية إلى قوقعة العروبة والقومية، دعونا نسألكم من سمح لكم أن تحددوا أي علم نرفعه في التظاهرات؟! من سمح لكم أن تكونوا قادة لتظاهرات شعبية؟! هل أنتم من أسس يوم القدس العالمي؟! ألم تهرولوا نحو الاستسلام للمطبعين لو لا المرجعيات الدينية؟! من أعطاكم الحق بمنع رفع رايات الإسلام لنصرة فلسطين؟! من أعطاكم الحق بمنع رفع رايات الإمام الحسين وآل محمد (ص) في تظاهراتنا؟! ما هي هوية تظاهراتنا إن لم تكن فيها رايات الإمام الحسين (ع) والإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)!
نقول لكم: كلا، لا يحق لكم توجيه التظاهرات الإسلامية، بل سنرفع رايات الإسلام وآل محمد (ص) ونرفع علم الحشد الشعبي، ونرفع علم الجمهورية الإسلامية أم الصواريخ والمُسيَّرات، جمهورية الحاج قاسم سليماني شهيدنا المقدس، ونرفع صور الحاج قاسم بصفتها علمنا المقدس، ونرفع علم الجمهورية الإسلامية، وعلم اليمن وأنصار الله، وعلم سورية، وعلم لبنان وحزب الله، وعلم فلسطين... أما الثقافة القومية المهزومة فلا نستطيع اجترارها نحن الشيعة، ولا نقبل أن تضحكوا علينا باسم (الوحدة السياسية النفعية)، أنتم رعاة وحدة سياسية مصلحية نفعية فردية، ولستم رعاة وحدة شيعية إسلامية، الذي يرعى الوحدة الإسلامية والشيعة هم المراجع الكرام وليس أنتم، أنتم ساسة تجيئون وترحلون، لكن مراجعنا نبراس آل محمد (ص).
https://telegram.me/buratha