المقالات

وّخسر الصهاينة الرهان..!


 

محمد الدبيسي ||

 

 مع انطلاق التخطيط والاعداد للخيانة الانسانية الكبرى من قبل المستعمر البريطاني الحقير في وهب ماليس له الى عصابة قذرة في ((وعد بلفور ،سنة 1917 ))والذي جرت تطبيق خطواته العملية بمؤتمر ((سان ريمو ))   لدول الحلفاء الخسيس والسيئ الصيت 1920  والذي تعاطى مع بلداننا كغنيمة تقاسموها بينهم كسراق بلطجية لا يعون ولا يعتبرون للانسانية وحقوق هذه البلدان اي مثقال ذرة من الاحترام.

 وشرعوا بينهم قوانين النهب والسلب كاي غزاة طامعين في ثرواتها وخيراتها واستغلالها لمصالحهم وقبل هذا التاريخ وفي مقررات مؤتمر عام 1907بين الدول الاوربية ونظرتهم لمنطقة غرب اسيا كاشف لهذه النوايا الخبيثة.

 ومع تنفيذ الوعد المشؤوم لسلب ارض فلسطين العربية من الفلسطينين واعطاء الرخصة بالهجرة اليها وفتحت كل الطرق البرية والبحرية والجوية لاحقا والتسهيلات لهذه الهجرة وتقديم الامكانيات المادية والاعلامية لدعم صناعة كيان لقيط غاصب مهجن واعداد عصابات  يهودية مختصة بالقتل والاجرام وحرق البيوت على ساكنيها من الفلسطينين العزل والتهجير القسري لسكان مدن وبلدات وقرى ليتم استيطانها من قبل من جيئ بهم من اصقاع الارض.

 والوثائق والاحداث والشواهد التاريخية مازالت قائمة وحية لهذه الجريمة التي لم ولن يتردد او يستحي منها الغزاة المستعمرون الانكليز ومن اكمل مسيرتهم المخزية والاستهتارية من الامريكان  والى هذه الساعة من التبحج بمساندتهم وتاييدهم ومباركتهم  لغصب ارض فلسطين وفي هذه الفترة الزمنية التي تمتد حقبتها الى اكثر من مائة سنة يمكن ان نشخص مسارين امتدا على طول هذه الفترة الزمنية:

 المسار الاول..

 وهو المتعلق بالصهاينة ومن يدور في فلكهم الاسود  والذي يبدأ تقريبا من وعد بلفور المشؤوم ومؤتمر سان ريمو وينتهي بالتطبيع المخزي من قبل حكام العار في الخليج وخاصة الامارات والبحرين ( طبعا لا اعتقد ان التطبيع اخر سلسلة من سلسلات المؤامرة على القضية الفلسطينية وقضايا الامة  من قبل الخونة والدونية ولكن كتحديد يخص البحث في المقال) ، والذي يمر بمحطات عديدة  منها (( اتفاقية كامب ديفيد 1978)) المخزية  مع مصر حتى (( اتفاقية اوسلو 1993)).

 و ((اتفاقية  وادي عربة1994)) مع الاردن وتفاصيل بالاغراءات والتهديدات  لخلق عناصر وعناوين بائسة تكون عميلة وخائنة للقضية الفلسطينية واهلها لتعطي وتضفي شيئ ولو حقير من الشرعية او بالحد الادنى مقبولية بالامر الواقع للاحتلال الصهيوني سواء من الفلسطينين انفسهم او من العرب والمسلمين وغيرهم وحتى نكون موضوعيين نعم قد نجحوا نجاحا كبيرا من هذا الجانب ولكن لم يصل الى حد ان ينتزعوا الحق من الضمائر الشريفة والمؤمنة بقضيتها ولم يستطيعوا رغم الماكنة المالية والاعلامية الصهيونية من تشوية هذه الحقيقة.

 وهذا الحق في ضمائر الاخيار واحرار العالم  من وجود شعب له ارض وسماء وماء وتاريخ ومقدسات  يمتد الى الاف السنين على هذه البقعة قد اغتصب ظلما وجورا وتهاونا من اقطاب الشر والمؤامرة  في العالم ليهبوه غصبا وتعديا الى اناس يقطنون وينتمون الى بلدان مختلفة في ثقافاتها وجغرافيتها وتوجهانها ليوهموهم انها ارضهم لاطماع واغراض استعمارية بغيضة.

 وفي المسار الثاني:

 للقضية الفلسطينية و الذي يتعلق بالفلسطينيين ومن يساندهم من اول يوم وطأت به الاقدام المشلولة للصهاينة ارض المقدسات ومعراج الرسول الاعظم ص  والى اليوم من كتابة هذا المقال ونحن نعيش اجواء البهجة والسرور الكبيرين بانتصار المقاومة الفلسطينية بقبول الصهاينة وقف اطلاق النار بالشروط التي تفرضها المقاومة الشريفة بعد ان حولت صواريخ المقاومة حياة الصهاينة الى جحيم اعاد كل حسابات الغاصبين وتخطيطهم في البقاء  والاستمرار على ارض فلسطين.

 وبين ذلك التاريخ الى هذا اليوم لم تخمد شرارة وحرارة ارادة الفلسطينيين ومعهم كل الشرفاء من ابناء الامة في رفض غصب ارضهم واحتلالها والتاريخ شاهد بموقف الرفض القاطع لوجود المحتلين بثورات وانتفاضات زينت تاريخ بطولاتهم وابدت حياة وسلامة وعزة ظمائرهم وشموخ رؤوسهم وكتبوا تاريخ خط بالدم الطاهر في المواجهة بلا تردد ولا خوف ولا استكانة ولا مهادنة ولا هوادة ولا ملل ولا كلل حتى تحقيق النصر بتطهير الارض من دنس الغاصبين القذرين.

 وشواهد هذا المسار كثيرة وكثيرة جدا من ثورة 1920 الى ثورة البراق 1929 و ثورة ابي موسى وثورة يافا والثورة الفلسطينية الكبرى 1936 ومرورا بانتفاضة 1987 حتى انتفاضة هبة النفق 1996 وثورة السكاكين 2015 وليس انتهاء بمعركة ((سيف القدس 2021) طبعا وفي طيلة هذا القرن من الزمن تخلل احداث ومواجهات وعمليات استشهادية كثيرة جدا لها وقعها وبصمتها وتأثيرها على العدو الصهيوني..

واعتقد ان التحول الاستتراتيجي  للمواجهة مع الكيان الغاصب في معركة(( سيف القدس )) مثل التطور الكبير  الطبيعي لارادة الفلسطينيين المقاومين في الانتقالة النوعية لهذه الارادة الصلبة النابعة من ضمير ووجدان شباب فلسطين ولامة الواعية والمدركة لتكليفها ولاحقية قضيتها وما يتطلبه هذا الحق من التضحية والفداء والمواجهة مع عدو واعوانه السفلة لا يعرفون ولا يحترمون  ولا يقرون بحق الا القوة والاقوياء وكان لهم ما يريدون على يد المقاومة الياسلة  من اطلاق الاف الصواريخ المتطورة والدقيقة  ووصلت الى وكر الشيطان وراس المؤامرة والاحتيال في تل ابيب ناهيك عن ما دونها من البلدات المغتصبة الاقل مسافة منها وايضا دخلت الطيارات المسيرة القاصفة والانتحارية وايضا دخلت خدمة المواجهة  الاجسام البحرية الملغمة ((الفرقاطات )).

  وفي المسارين خسر الكيان الغاصب رهانه فكانت وقعة معركة ((سيف القدس )) ردا وتطورا مناسبا لحجم التمادي والاستهتار الصهيوني وقادته وقادة الشر في محور الاستكبار العالمي وايضا ردا على المؤامرة المخزية والدونية لمهالك الخليج في التطبيع الذي يقينا  لم ولن يجنوا منه الا اللعنة والعار الى يوم يبعثون وايضا اثبت المقاومون ومعهم كل قادة ورجالات وكوادر وجمهور محور  المقاومة ان رهان الصهاية في خسران وما عاد لهم خيار الى الرجوع من حيث اتوا لان القادم اسوأ واخطر عليهم ولا ينفع حينها ندم واني لهم من الناصحين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك