أياد خضير العكيلي ||
أُكُل أوّصوص .. الجملة الاكثر شيوعا عند الناس والمعتمدة عند الكثير اليوم وهي الجملة الاكثر فساداً أيضاً ، فقد أصبحنا نسمع ذلك كثيرا والكثير يوصي الاخرين بها ويشجعه عليها
بحجة أو باخرى . والمعنى واضح ومعروف للجميع بالتأكيد ، فهو يحث الاخرين على التقاعس وعدم العمل والوقوف على أرض الحياد أو على التل ( تجنباً للمشاكل ) والابتعاد عنها ، وهي توصية غير مباشرة لنصرة الباطل وعدم الوقوف مع الحق ،
إضافة إلى أنها تدعو الناس لعدم أداء واجباتهم الوظيفية والقانونية ، وتقال هذه الجملة لاسيما للموظفين الجيدين والشرفاء ، فكل موظف يريد أن يعترض أو يتكلم عن فساد أو شبهة فساد أو عمل غير صحيح يحدث في دائرته أو في مكان عمله تأتيه تلك الجملة المسمومة ( عمي أسكت مالك علاقة .. أكل أوصوص !!
وكما يعلم الجميع إن من يأكل ويوصوص هو الكتكوت أي ( فرخ الدجاج ) فهذا الكتكوت ليس له أي عمل ولايعرف سوى الاكل والوصوصة ، وهؤلاء يريدون من الاخرين أن يكونوا كأفراخ الدجاج ليس أكثر ، حتى أنهم أستكثروا عليهم أن يكونوا كالدجاجة أو الديك الذين لديهما الكثير من الاعمال عكس الكتكوت ( الجميل والحباب ) .
فما أجمل أن تكون مسالماً وناعماً وكتكوتاً في بلدي ، حينها سيحبك الجميع ويحترمك ويقدرك الجميع لأنك شخص كتكوت وحباب جداً وغير مؤذي !!
وكلنا رأينا وسمعنا مثلاً عن الكثير من الموظفين الذين عوقبوا لانهم أخطأوا ربما بسبب كثرة الاعمال والواجبات المناطة بهم ، وبالنتيجة فان وقوعهم بالخطأ سيكون كبيراً ، بينما الموظف ( الكتكوت الحباب ) الذي لايعمل ولايعرف سوى الأكل والوصوصة فأنك تراه وعلى الاغلب معززاً مكرماً ، ولن تجد في سجله الوظيفي أية عقوبة ليس لانه ( نزيه ) بل لانه وببساطة شديدة لايخطأ لانه لايعمل أصلاً ، بل وربما ستجد في اضبارة البعض منهم بعض كتب الشكر والمكافاءات أيضاً .
علماً أن قانون الخدمة المدنية واضح جدا في هذا الامر ويعتبر الموظف الذي لايؤدي عمله مقصرا ويستحق العقوبة .
وفي النهاية نقول أن الامر بالباطل والنهي عن الحق أمر مخزي ومعيب ، كما نقول للبعض لاتكونوا كالكتاكيت فتهدموا دولتكم بل كونوا كالصقور تنقر من يحاول أن يأخذ حقها ويعتدي على دولتها .
https://telegram.me/buratha
