حسن المياح ||
كل حزب بما لديه فرحون, إنها آية قرآنية حكيمة حاكمة, وأنها وعد رباني صادق يحكي حال من تحزب من أجل بناء الذات, على أساس التسلط والتسيد بنمط مكيافيلي منحرف مجرم ظالم منحرف مقيت .
يفرح بعض الاحزاب لما يجتمع من شراذم مبعثرة إنتماءآ, ويتكتل إجتماعآ على أساس إثبات وجود ملكية ذات, فينهب ظالمآ, ويسرق ويجمع خزائن مال من سحت حرام, ويتأصل وجودآ حاكمآ باطشآ ناقمآ, ليخيف كل من يحاول الإقتراب من مملكته !
لكنه لا يعارض أن تكون هناك مملكات تشبه مملكته القائمة على التسلط الغاضب وجود حاكمية مجرمة, وهو ليس بمقتنع مما يكون, ولا هو قابل بفرض وجودات تضاهيه فرض وجود حاكم متسلط ناقمآ; وإنما هو راض بذلك حتى يختلط الأمر, ويكون أبترآ قد ضاع بين بتران, قد تسلل بين شلة من سولت له نفسه بناء مملكة إستئثار، ولكي يتطلع تطورآ ونماء وجود حاكم متسلط لإقامة إمبراطورية زهو وإعلام , وأنه كيان يفرض وجوده بما له من قوة أدوات , وطاقة نفوذ.
بهذه العقلية, المنحرفة الجاهلة, المستأسدة طباعآ والمتنمرة سجية تصرفات , تتصرف بعض الأحزاب التي تصدت للحكم والتسلط على العراق, وأنها ~ في حقيقة تصديها ~ مشروع تخلف متقهقر لبناء إمبراطوريات بانية مجدها الإجرامي على التسلط, والتقوقع, والناشط إقتناص فريسة, لما تخطط بمكر, وتنفذ بإنقضاض وإنفجار بركان, حين يكون تحت سلطانها من غنيمة ومال سائب وبدعم محتل مستكبر سيد آمر دافع , له حصة الأسد الرابض الراكم الجاثي الهاديء الراكد. وهناك شعب خائف.
إنها أحزاب مغشوشة , همها علفها الجاهز , تساق مطية إستحمار حيث معلفها الطامع , المتوافر المتكاثر , الجاذب اللاقط , فيسهل إمتطاؤها عمالة إستعباد , ووسيلة تنفيذ أجندات أجنبية عابثة , وغطاء نهب ثروات , وسلب خيرات الوطن الذي هم منه ينحدرون ولادة مسقط رأس, وأنه لهم ربيضة عيش, كما هي البهائم التي تلد عنوة, وتعتاش على فتات ورق أصفر يابس يتساقط من شجر, أو على حيوان سائب يسهل إصطياده كوجبة طعام تشبع بطن حيوان متوحش بهيمة.
فحياة ودوام بقاء نثل هكذا أحزاب أصبح من حيث الوجود،كحياة الحيوان الذي يعيش في الغابات على شكل مملكات أسر منعزلة, كما هي الضباع الآثمة وإمبراطوريات توحش, يجمعها ضعفها وصغر كيانها, فتتآلف مصلحة عاجلة لتكون سلطان وجود بئيس ذا بطش وقسوة, لتنال حصتها من الوليمة الغنيمة.
الوحوش الكاشرة الأنياب الكاسرة مهما كانت من القوة, فإنها لما تنعزل وينفرد بها, فهي الضعيفة الجبانة, المقهورة المتنازلة , الخاضعة القابلة , التي يفترسها الذي هو من جنسها فتكون لقمة سائغة فيأكلها .
ولذلك فهكذا أحزاب بالمقايسة والمشابهة , لما يشتد عليها النفور والغضب , ويحمى الوطيس, وتتأجج نار الثأر ... , تراها تجتمع متحالفة , وتتآلف متشتتة , وتتوحد متكتلة , من أجل ألا تفترس , ومن أجل ألا ينقض عليها فتهرس , وتكون شذرآ وجودآ , ومذرآ بقاءآ , وإختفاءآ دوامآ.
وأنسب ميدان إختبار هو الإنتخابات, فلاحظ المحاولات والتوافقات , والتحركات والإجتماعات , والتنازلات والإنحرافات, وما الى ذلك من التغيرات والإنقلابات, والهجومات والإتهامات .
https://telegram.me/buratha