المقالات

ايران تستعيد مكانتها الدولية


 

يونس الكعبي ||

 

المتتبع للسياسية الخارجية الإيرانية يرى أن الجمهورية  الأسلامية الإيرانية بدأت تستعيد مكانتها الدولية بثقة عالية بعد أن تحملت كل الضغوط الأمريكية عليها و العقوبات غير المسبوقة .

هذه الحنكة و الحكمة العالية في التعامل مع الملفات الخارجية اصبحت سمة واضحة في السياسة الخارجية الإيرانية فأذا ما رفعت العقوبات الأقتصادية عن إيران يعتبرهذا النصر الثاني الذي تحققه إيران بدون ان تطلق رصاصة واحده ،الأول هو الخروج بالأتفاق النووي مع الدول 5+1 و الأن تخرج من نفق العقوبات الأمريكية بعد أن كادت سياسات الرئيس الأمريكي السابق ترامب أن تودي بالمنطقة إلى منزلق خطير و ربما صدام عسكري لا تعرف نتائجه .

و اليوم بنظرة سريعة إلى مكانة إيران في المنطقة والعالم أثبتت انها (ايران ) قوة عسكرية واقتصادية في المنطقة خصوصاً بعد توقيع الأتفاق الأستراتيجي مع الصين ومحاولات السعودية للتقارب مع ايران لأدراكها ان ايران قوة لا يمكن تجاهلها بالمنطقة ولا يمكن ان يتحقق اي استقرار امني او استقرار اقتصادي بعيداً عن ايران .

كذلك أدركت السياسية الأمريكية انها لا تستطيع مواجهة النظام السياسي الأيراني ، ولا يمكن ان تستغل الداخل الإيراني في زعزعة النظام السياسي لأنه نظام ديمقراطي متجدد ودولة تستعد لدخول عالم الكبار من خلال ولوج الحلقات المتقدمة في العلوم والتكنولوجيا و جودة التعليم .

واستطاعت ايران بفضل السياسات الحكيمة و الأرادة القوية ان تصنع لها مكانة دولية مرموقة رغم التظليل الأعلامي الواسع و الدعاية المعادية إلا ان ايران أثبتت انها دولة متحضرة وتحترم الشعوب و الثقافات و تقيم علاقتها الدولية بناءاً على المصالح المشتركة و أحترام خصوصيات تلك الشعوب و اراداتها ، و لكنها ترفض في نفس الوقت سياسات الغطرسة الدولية والقرصنة و الهيمنة.

في موازاة ذلك اثبتت ايران انها قوة اقليمية قوية امام السعودية ولها وجود سياسي قوي في العراق و سوريا و البحرين و اليمن و لبنان و اليوم اثبتت ان لها وجود قوي في فلسطين بعد احداث غزة، وانها قوة ناعمة لا يستهان بها وتم اعادة الحسابات من جديد في ظل هذه المتغيرات .

مما يعزز المكانة الدولية لإيران أنها تمتلك ثاني اقتصاد في الشرق الاوسط بعد السعودية مع اجمالي ناتج داخلي يقدر بنحو 406,3 مليار دولار في 2014 بحسب البنك الدولي .

وهذه الدولة التي تعداد سكانها 79 مليون نسمة ، هي ايضاً ثاني اكبر دولة في المنطقة من حيث عدد السكان بعد مصر ، لكن النمو الديموغرافي الضعيف (1.2% في 2014 وهو ادنى معدل نموبالمنطقة ) يثير قلق السلطات الأيرانية .

و ايران دولة مؤسسة في منظمة اوبك وتبلغ ربع الأحتياطي العالمي المثبت من النفط و الثاني من الغاز .

النمو الحالي في الأقتصاد الايراني شبه معدوم بسبب الحصار الاقتصادي وتراجع أسعار النفط عالمياً وكان يقدر بنحو 3% في 2014-2015 بعد سنين من الانكماش ، ويعتقد صندوق النقد الدولي ان الاقتصاد الايراني في حال رفع العقوبات عنه سيرتفع بنحو 4.3% تدريجياً.

ايران تمتلك مستقبلاً واعداً اذا ما تم تنفيذ الأتفاقيات مع الصين و اذا دخلت في علاقات استراتيجة مع دول المنطقة يؤهلها ذلك مكانة الاقتصاد و البنى التحتيه للبلاد و ارتفاع المستوى العلمي لمواطنيها وكذلك التطور الهائل في مجال العلوم والتكنولوجيا .

وكذلك دخول ايران في مفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة الشاملة بينها وبين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (الاوربي- الاسيوي) في النصف الثاني من عام 2021 سيمكن ايران من الولوج في الأسواق الأوربية و تتيح هذه الاتفاقية خفض قيمة الرسوم و حماية مصالح المنتجين المحليين قدر الأمكان ، وهذه الأتفاقية في حال نجاحها ستكون بالأضافة الى الاتفاقية مع الصين كسراً لطوق العقوبات الدولية على ايران و لن تحتاج الى مفاوضات صعبة من اجل رفع هذه العقوبات واستعادة قوة الأقتصاد الأيراني .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك