المقالات

مسرحية انتهت فصولها..!


 

محمد حسن الساعدي ||

 

ربما يراهن البعض على أن إجراء الانتخابات المبكرة والتي من المزمع اجراءها في العاشر من تشرين الاول المقبل ستكون فرصة مهمة للواقع السياسي برمته،وتمثل الفرصة الاخيرة بل الامل بالتغيير ،وهذا لا يعدو أن يكون الا أماني وأحلام من الصعب تحقيقها، فالمشهد السياسي برمته لا يبشر بخير، كون النظام القائم فاشل وفاسد وتتحكم به المقدرات السياسية والحزبية ، إضافة الى وجود سلطة حكومة لا تعد الا كونها كارتونية تتبع لقوة وسلطة هذا الحزب او ذاك ، وغارقة بالفساد والفقر والمديونية وهذا ما أنعكس على الواقع الاقتصادي، ما تسبب بإجراء أقل ما يمكن أن يقال انه إجراء فسح المجال للفاسدين ان يزدادوا فساداً بارتفاع سعر الدولار أمام الدينار العراقي، ما تسبب بانهاك المواطن العراقي، وجعله في دائرة المديونية دائماً .

الانتخابات المبكرة لن تغير من الواقع شي، فالكتل السياسية والاحزاب عموماً هيمنت على الواقع السياسي، وأن الاحزاب التي قارعت النظام الاستبدادي وقدمت الكثير من التضحيات للخلاص منه ها هي اليوم تقع في خطأ كبير وهو سوء الادارة وغياب التخطيط، وتفشي الفساد بين مؤسسات الحكومة، ما يعكس حالة الفشل والتخبط الذي تعاني منه هذه الاحزاب، وعدم قدرتها على التعاطي الايجابي مع متطلبات المجتمع العراقي وتوفير الخدمات ،إضافة الى ان هذه الاحزاب فقدت مكانتها ومصداقيتها أمام الجمهور والذي كان ينتظر ويعول كثيراً على هذه الاحزاب في أتخاذ القرارات الصائبة والتي تلبي طموحات الشعب العراقي في العيش بكرامة،وتجعله بلداً مستقلاً غير تابع لاي جهة او بلد، ويعمل وفق قراره السياسي ودستوره.

المعول على الانتخابات القادمة ان تفرز برلماناً مستقلاً ذو سلطة تراعي مصالح العراق ارضاً وشعباً، ويبتعد عن الاجندات الداخلية والخارجية، ويبعد العراق عن الصراعات الخارجية والذي جعلته ساحة حرباً بالنيابة عنها منذ عام ٢٠٠٣ والى يومنا الحاضر، الامر الذي يجعلنا أمام مخاوف حقيقية من مدى تحقيق هذه الانتخابات لاهدافها في انتاج حكومة وطنية مستقلة تكون بعيدة عن التاثير الحزبي والفئوي،وتعكس الاغلبية مهما كانت قوميتها او مذهبها، وتكون عراقية بامتياز .

الانتخابات القادمة وبحسب استقراء اهل التحليل السياسي بانها ستكون مسرحية جديدة لن تغير من واقع الامر شي، فالبلاد تعيش فيه (الاجندات،الفساد،الصراعات) ومثل هذه المشاكل المعقدة لا يمكنها ان تحل بين ليلة وضحاها ما لم تاتي بنظام سياسي جديد، يعمل بعقد جديد لذلك فأن الانتخابات التشريعية القادمة تواجه تحديات جدية، وربما تحول دون الاهداف التي يسعى إليها الكاظمي في ظل الفساد المستشري والذي ينخر جسد الدولة العراقية، وربما سيحرم الكتل السياسية من ترتيب أوراقها او عقد صفقات سياسية بعد فوز الكتل السياسية التي ستتصدر المشهد السياسي، لذلك فأن هناك أعتقاد لدى الاوساط السياسية وتخوف جدي من خسارة متوقعة في هذه الانتخابات، كما ان من المتوقع أن تكون هناك مشاركة واسعة خصوصاً من الشباب الذين يسعون لايجاد تغيير جذري في النظام السياسي من خلال الانتخابات، والذي قد يؤثر على نتائج الانتخابات ويجعلنا امام خارطة جديدة ونظام جديد ، لهذا كله ومن منطلق بناء واقع سياسي جديد يلبي طموحات الشعب العراقي ينبغي على الجميع المشاركة الفاعلة في ثورة الاصبع البنفسجي وحرق الاستبداد والتسلط الاعمى للاحزاب الحاكمة، و التي تسعى من خلال صناديق الاقتراع تثبيت وترسيخ جذورها اكثر في البلاد والسيطرة على مقدرات الشعب العراقي وسرقة مستقبله القادم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك