حسن المياح ||
مهنة التقرب والتزلف للمسؤول الحاكم الظالم تتطلب حسن صنع الإطراء، وإجادة فن الثناء، لتؤدي وظيفتها المكياقيلية نفعآ وغدقآ . وهذا ما يمتاز به الأقذار الوصوليون الحاذقون لما يتزلفوا حرفة، ويتقربوا ذلة إصطناع هزال شخصية في ثوب وزي الفخر المكابر الذي يجيد الوضاعة مهنة، والسفالة سلوكآ، والإبتذال أسلوبآ . وما أكثر المنافقين حين تعدهم في سوق نخاسة الإمتهان والرذالة .
الحقيقة عندهم الكسب المادي الذي يهدفون، والكرامة في ميزان حساباتهم هي ملؤ الجيب ذلة كسب حرام ، ومهانة سحت نهب لا يستدام، وخطفة فرصة حظ لا تدام، وأن لعقة كلب منها أنفه، ورشفة رواء عصفور عطشان أتفه، وسفول أخلاق، وهبوط سلوك رذيل.
وتلك هي صعلكة الإستجداء المهانة الهابطة التي ينحدر اليها الملاقون والمطبطبون, والمهوسون والمروجون, والذين هم أراذل الناس والذين هم المطبلون، والعازفون على وتر الدناءة والسافلون، والراقصون المتنطعون الذين هم دائمآ الخزي المفلسون، والذين يراءون والذين عن الشعب العراقي لإكتساب حقوقهم يمنعون الماعون، والذين هم على موائد كراع الفريسة يتنافسون، والذين هم عن الشرف متنازلون، وهم عن العرض متخلون، والذين هم على الذنوب والآثام والسيئات والموبقات يتهافتون ويجتمعون ويتقاتلون.
وتلك هي وسيلتهم التي بها ومن خلالها يستقوون ويتفاخرون ويبالطون وعلى أساسها يفضلون ويتميزون ويكسبون .
هؤلاء همهم نفخ المسؤول حتى يكسبون، وجعله متورمآ صفات مدح حتى يبرطلون، ونفشه أبهة إنتفاش دجاج ماء ( فسيفس ) حتى المال السحت الحرام هدايا وعطايا ومنحآ يعطون.
وإذا سألت عنهم، ودققت النظر فيهم، لوجدتهم الكذابين الفاشلين، الذباب القذر المنتشر المتطايرين، والمتقلبين الأهواء النزويين، وأنهم أراذل خلق الله في خانة المستجدين المتسولين المزورين المفبركين الغاشين الخادعين الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، ويلصقون أوصاف الطهر على الفاسدين، ونعوت النزاهة على اللصوص السارقين، ومزايا العفاف على الناهبين.
وأولئك هم الذباب الألكتروني المستحمرون المستأجرون، المنافقون الدجالون، النافخون المستعبدون، الطبالون المصفقون، الهازون الأرداف والإلية الراقصون، المتمكيجون خناثة ومسكرة أهداب ورموش مصطنعة الفاسقون.
https://telegram.me/buratha