مازن البعيجي ||
اول فجر اليوم الأربعاء ، ذهبتُ الى بغداد قاصدًا سفارة إيران الإسلامية من أجل الحصول على الفيزا، وكان ماكان من شدة العناء وعسر الحصول على المطلوب، الأمر الذي كان فيما مضى سهلا يسيرا من حيث التنقل والسفر لمثل بلد الرضا "عليه السلام" واخته المصونة فاطمة المعصومة "عليها السلام" ، بلد من اليسر المادي والجمال والسحر الطبيعي الأخاذ بمكان ، إذ من السهل جدا لأي مسافر في تلك الفترة مهما كان حدود دَخْله الذهاب الى هذا البلد، والذي هو العمق العقائدي والامتداد لمنهج أهل البيت "عليهم السلام" ، بلد تُشكّل كثافته البشرية أكبر محرّك للاقتصاد وتشغيل الأيدي العاملة لكلا البلدين بما فيها حركة الفنادق التي أُصيبَ أصحابها البطر وتجاهلِ نعمة تلك الأعداد الهائلة القاصدة التي تتبادل السياحة والزيارة الى العتبات المقدسة للائمة الاطهار "سلام الله عليهم أجمعين" وتلك نعمة لو أحسَنّا مصاحبتها والاستفادة منها لما فقدناها
وحينما نستذكر مواسم الزيارات الدينية وكيف أن السؤال عن مكان فارغ للإقامة قد اصبح منهجًا متعبًا للوافدين لأن ذلك الوقت كل الفنادق ودور الاستراحة ممتلئة بالزائرين الإيرانيين على الأغلب ، حقًا هي نعمة لم تُشكر ولم تُعرف قيمتها إلا بمثل هذه الأيام وقد فُقِدت لأسباب كثيرة منها تفشي الوباء في العالم والتلاعب سياسيا بسعر صرف الدولار وتعقيد الإجراءات وضوابط مراجعة السفارة ومايتعلق بها من دوائر حكومية تعذّر على المواطن وزاد في تأخير الحصول على الفيزا المقننة بشروط وضوابط لم تسمح للكثير بالسفر الى بلد لا اقلّ لمن هو مؤمن ويخشى على نفسه من مشاهد الحرام التي نراها في مثل تركيا وغيرها لأنها بلد الأمان الديني بنسبة كبيرة بفضل نهج تلك الدولة المباركة والتزامها بتطبيق تعاليم العترة المطهرة "عليهم السلام"
وفي وسط هذا المشهد شعرت اليوم بالنعمة التي غفلناها قد غادرتنا فضلا عن الظروف والطوارئ التي تقطّع أوصال الأحبة وزائري الحسين والرضا "عليهما السلام" وأنا أشاهد العشرات من العراقيين ممن وفد يطلب حيلة للحصول على إذن السفر المكلِف ولو خلاف الأصول القانونية مضطرا لابطِرًا من أجل السفر لبعض شؤون موضوعية، حقا أني وفي لحظة أحسست أن كثير من النّعم تفتقر الى الشكر والله اوعَدنا بالزيادة في حال تحقّقَ الشكر وهو القائل عزوجل:(لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)ابراهيم ٧
وقد قالوا قديمًا:(فقدان الشيء يُعرّفكَ قيمته)
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha