مازن البعيجي ||
وما الدين إلا عشق ..
الحب والعشق ذلك الميول النفسي الذي يجمل لك المنظور له ويريك فيه كل جمال ، نعم على قاعدة؛
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ ·
وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا ·
والعشق عندما يرى بعين النقاء لمثل معصوم الزلل والخلل ، لأن رسالات الله والأدوات الحقيقة لا سوء فيها ، ومن هنا الهائمون بعشق الله تعالى لا يرون مؤثر في الوجود غيره مع كل ضجيج المادة حولهم ، فتراهم سكارى بكأس الغرام عطاشى لا يشبعون ونهم لا يملون .
لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ وَ خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ فَهُمْ وَالْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ وَهُمْ وَالنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ وَشُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ وَأَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ. متى ما ارتكبوا ذنب او صغير آثم تحسسوا الفراق الموجع ورن جرس الخطر فتزلزل لهم الروح بلوم وتقريع وتشعر بوحشة هي أروع من ألف صديق مخلص قد يغفل عن ما تفعله وقد يشجعك على المضي!
لذا عندما يكتب لاحدنا الهوى ويحصل الجذب سينسى وقوفه المعتاد كل آن عند المرآة فلم يعد اللون والشكل وتصفيف الشعر ذا جدوى والروح شعثة غبراء تجلدها سياط البعد والهجران! ولعل قوائم الملامة كل وقت تفد اليه من قريب وبعيد ما به؟! ولماذا كأنه ليس معنا؟! ماالذي يشغله؟! في أي شيء سارح فكره؟! وقد يخرجوه من لا يرون ما يرى! وفريق عامل في جوانحه ارسله له دعاء مستجاب أو لحظة لطف او بر والدين او استغاثه كانت من الصدق بمكان ، ينظر لهم دون شعور الظاهر كيف يخيطون له الجراح العميقة وكيف ترمم الجسور المقطعة والاواصر المهشمة وهو يرى مع كل فعلهم فعله المخجل ويلوي عنق الروح لتختبأ بين الركبتين اسفا وندم .
كل ذلك يفعله العشق كما يفعل تيار الكهرباء عالي الصعق لمن لم يحترس حتى يحترق! فيحصل ذلك الوصال بعيدا عن عيون الجوارح سريعة التهمة والشك والتأويل والسؤال!
اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إلي، واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندي، واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك ..
لنطفق نبحث باقدام الندم وزحفا في خفاء على الركب عن أي صانع للدواء ومسكن العلل "في حديث المعراج -: يا محمد! وجبت محبتي للمتحابين في، ووجبت محبتي للمتعاطفين في، ووجبت محبتي للمتواصلين في، ووجبت محبتي للمتوكلين علي، وليس لمحبتي علم ولا غاية ولا نهاية، وكلما رفعت لهم علما وضعت لهم علما"
فعن احد الأئمة عليهم السلام ( صل على محمد وآل محمد واشغل قلبي بعظيم شأنك، وأرسل محبتك إليه حتى ألقاك وأوداجي تشخب دما ) ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha