مازن البعيجي ||
كم أرنا التاريخ علماء ذوي ثفنات وفقهاء في وقتهم تقف عندهم الآراء وتأتي اليهم اعناق الرجال تأخذ منهم المشورة والرأي؟! لكنهم في موقف "البصيرة" المحتاج الى ابعد من "العلم الظاهري" الذي قد يكون أتت به ملكة الذكاء ، او سرعة البديهة ، وقوة الحافظة التي تؤهل في مثل عصورنا التي اخترق الأعداء بها حوزاتنا وأماكن مناهل أخذ عقائدنا تحسن فيها اكتساب العلم ، بل والبروز به والتفرد! لكن أن يكون ذا بصيرة فالأمر ليس سهلا ولا متاح للكثير لمتعلق الثاني - البصيرة - على امور معنوية تري الإنسان بعيون اليقين والتوفيق والتسديد الذي هو الآخر معتمد على منح إلهية لا تأتي بها مواد الصنف الاول!
ومن هنا الذين تخلفوا عن الحسين ولم يسعفهم العلم ولا الجباه المشوهة من الصلاة ولا غزارة التسبيح ولا طيات العمائم! مع أن البصيرة العملية التي تمثلت بالحسين عليه السلام هي من تدعوهم وتناديهم وترسم لهم مسار الآخرة! لأنها لم تكن تلك - البصيرة - على حد الإستعداد!
فكم تحصيلها كان صعبا مع وضوح مثل الحسين عليه السلام وكذلك وضوح ما كان يطالب به مثل المختار الثقفي خاصة بعد جلاء الأهداف التي من اجلها عمل يزيد ومعسكر الباطل ما يريد!
وإذا كان ذلك في زمن المعصوم الظاهر والموجود ومثل هذا التردد والتخبط موجود إذا ما حال عصورنا التي يكثر بها التضليل والمؤامرات وخطط الأعداء التي أصبحت اليوم بحاجة الى معصوم يكشفها ويفلترها وينقيها؟! فلا عجب عندما ترى من يحارب إيران مثلا او لا يفهم دورها الآني وما تمثله "دولة الفقيه" على صعيد القيادة إذا كان من يقف ضدها أو من يتفرج او حيادي التعاطي او الذي ينسلخ عنها بحجة او اخرى! هو من اراب العلم الظاهري دون البصيرة النافذة التي تشكل بوصلة تحدد القبلة بدقة في مشتبه المكان!!!
ومن هنا ترى الكثير يضيق صدره عندما يسمع او يرى انحصار النصر على الباطل والشر المطلق أمريكا والاستكبار بيد "دولة الفقيه" الراعي المهدوي والممهد العملي لفقدهم عاملها - البصيرة - الدقي الذي يؤهلنا في كل زمان أن نكون أحرارا بالفكر خاصة مع طوارئ ما تعج به ظروف وقتنا المتسارع احداثا ومواقفا .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha