العادات السيئة الدخيلة على المجتمع في حال تغييرها تحتاج الى مواقف رجولية لها ثقل اجتماعي تضرب عروقه في مفاصل المجتمع..
والبصرة التي تحولت من مدينة ذات حضارة وتاريخ وثقافة وعلماء وشخصيات مرموقة وبيوت تشع انسانية وتفيض بالعطاء..تحولت هذه المدينة منذ اربعين عاما الاخيرة نحو الأسوء وتراجعت كثيرا المواقف وحل بدلا عنها الظلم والتهميش وبروز المغمورين على حساب ابناء البيوت الأصيلة الكريمة.. وقد أشرت قبل عقد من السنين ان البصرة تحتاج ( رجال) يكون لهم موقف انساني قوي يزيح ما تعلق بعقلية الرعاع الذين يتصورون انهم أسياد البصرة ..فامتدت ايايديهم الى كل خير فاقتلعوه واستحدثوا بدلا عنه بابا من أبواب جهنم..ووصلت الحال ان تجاسر الفوضويون على الشارع المقدس وعلى الأعراف الإجتماعية..ولم يبق للصوت المعتدل فرصة الإصلاح وبحت أصوات المرجعية الدينية العليا..واصبح قتل الناس الذي حرمه الله تعالى حلالا..واموال المجتمع بدلا.
وكنت المز الرجال من خلال القرآن الكريم الذي يثني على أهل المواقف الرجولية.. ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه )
ووصلت الحال الى مرحلة لا يمكن السكوت عليها.. ظهر الرجال الى الساحة ..يعلنون موقفهم الرافض للقتل والرمي العشوائي .
وأهمس باذان الأخوة شيوخ العشائر الكرام..انكم أمام مسؤولية شرعية واخلاقية وانسانية..فاما ان تكونوا اهلا لها..او تتركوا مدينتكم وبلدكم بيد القتلة والسارقين..
والسمعة الطيبة والكرامة لا بد أن تترجم الى مواقف وتنيع من التصرف الشرعي والاخلاقي..قبل ثلاث سنوات كنت في مقدمة المشيعين لجنازة المرحوم الشيخ محمد صوب الله الساعدي طاب ثراه..وأطلقت رصاصات..توقف التشييع وحدثت ردة فعل على من أطلق النار.ولم تطلق بعدها رصاصة واحدة..
واليوم قتل رجلان من بني تميم العشيرة الأكبر في العراق..سمعت توجيهات شيوخهم..الشيخ منصور الكنعان يقول:انا لا أتحمل قطرة دم بريء رغم الضغوط التي مارسها بعض بني تميم..ولكني وجدته يخاف ألله ولا يتجاوز الحدود الشرعية..ويوم أمس اجتمع جمهور غفير من بني تميم قرب بيت المغدورين رحمهم الله..والقى الشيخ مزاحم الكنعان كلمة في جمهور الحاضرين، وضع النقاط على الحروف،ردد كثيرا رأيه في الحفاظ على السلم الاجتماعي. واوصل على التمسك بحرمة الدم..وفي نفس الوقت حمل الجهات الحكومية والامنية مسؤولية الحفاظ على ارواح واموال المجتمع والبحث عن المجرمين الحقيقين..
فهل سمع الأخوة شيوخ العشائر هذه النداءات؟..وهل نرى مستقبلا من يسير على هدي رسالة محمد ص وآل بيته الطاهرين..
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha