مازن البعيجي ||
الوجه الآخر الذي يحاكي ما يترتب على جيد السماء التي هي راعية هذا الخلق والوجود والعوالم والدنيا وكل شيء فيها مصداق لقوله عزوجل:
(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ) الحجر ٢١ .
(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) القمر ٤٩ .
الوجه الآخر الذي ينفي العبثية في كل مازخرت به الحياة الدنيا، وهذا السير نحو التكامل وإيجاد الغاية التي من أجلها بُعثَ الأنبياء والمرسلين والمعصومين "عليهم السلام" وكذلك مَن غاب وله ننتظر ومَن يكون إصلاح العالم على يديه والذي يرث الأرض ومَن عليها بعد خرابها وفساد أهلها.
وجه منه تقرأ أنّ الحياة رغم ما فيها من موت وقهر وحرمان وظلم وطغيان ومفسدين وعملاء وسراق وقتلة بكل ما فيها ذاهبة لتطبيق آيات الله التي لم تنزل عبثا ولا جزافا ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ) المؤمنون ١١٥ .
وهذا ما يسميه السيد الخامنئي المفدى بالعهد الجديد وهو عهد كان الممهِّد له، ثورة أمامنا الخُميني العظيم والذي أرسى قواعد الإعتقاد والثقة بالسماء عبر النهضة بالإسلام الواقعي والحقيقي الذي يحمل التأثير والقدرة على التغيير، ومن هنا كان لهذا القائد الروحي والألهي إصلاح مسار التفكير والرجوع بنا الى عصر الثقة بالسماء والكتب السماویة ذات الأهداف العليا والعميقة ، مما يوجب علينا نحن من يعرف قيمة هذه الثورة التي وقف لها الآلاف من علماء مدرسة أهل البيت "عليهم السلام" ينشرونها ويثقفون لها ولو بمداد الدماء والأرواح ، لما يتّصل هدفها الممهّد بإقامة مجتمع الحضارة الإسلامية التي يريدها القرآن بعد جلاء صورة أهل ذلك الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم من اعدائه الخونة وهي سنّة الحياة التي يربح بها قوم ويخسر آخرون وعلينا ان نختار معسكر الحق ببصيرة تمنعنا من خذلانه ولو بفكرة الحياد والاحتياط!!!
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) القصص ٥ .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha