المقالات

الإمامُ الخميني (رض) النورُ الذي هَزمَ ظلامَ الارتداد

1598 2021-06-15

 

حازم أحمد فضالة ||

 

    الشيعة الذين كانوا مستضعفين -وليسوا ضعفاء- في دولهم التي تحتضن مقدساتهم، وفي محيطهم، نهضوا على يد الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، أنشأوا دولة، ونظامًا، ومؤسسات، وجيش عقائدي يهتف باسم محمد وآل محمد (ص)، صنَّعوا الصواريخ والمُسيَّرات والأقمار الصناعية: قيام، ذو الفقار، سجِّيل، أبابيل، فجر، بدر، قاسم…

    شيَّدوا المفاعلات النووية، تفوقوا في علوم النانوتكنولوجي، أسسوا المناهج والمدارس والجامعات والمعاهد والمراكز العلمية.

    وهذه الفكرة؛ إذ كيف تُخرِج مكنونات الإسلام، وقدرات الإسلام، وبركات القرآن الكريم، حتى تصنع منها حياةً تُضاهي ما وصل إليه العالم المتقدم ماديًا، فتتجاوزه؛ لأنّك المتقدم ماديًا ومعنويًا وأخلاقيًا وإنسانيًا وتربويًا وثقافيًا واجتماعيًا وحضاريًا، هكذا نقرأ مواجهة الارتداد عن دين الله سبحانه، المواجهة التي تجلَّت بالإمام الخميني نورًا هزمَ ظلام الارتداد المادي الأنويّ الفردي المتوحش.

    الشيعة على يد الإمام روح الله الخميني بنوا شبكات الطاقة والمقاومة والاقتصاد ومنظومات الدفاع الجوي.

    نحن في تسعينيات القرن الماضي كانت توجهاتنا نحو الجمهورية الإسلامية، تقليدنا كان للإمام القائد الخامنئي، نشتري الكتب التي تُطبَع في الجمهورية الإسلامية التي تحمل فكر الإمام الخميني (الفكر الثوري) الذي حمل شعلته الإمام الخامنئي (أيَّده ونصره ورعاه الله)؛ لأنه فكرٌ حي وعملي ومقاوِم، لم تكن الشعارات والثقافات الأخرى ولا ما وراء وراء… تثير اهتمامنا بقدر الفكر الثوري.

    لم نكن نشعر أننا على هامش التاريخ والحضارة، لم نكن نشعر بالذل والهوان لأنّ صدام الطاغية هو الحاكم المتجبر؛ لم نكن كذلك لأننا ننظر إلى منائر وقباب علي والحسين والجوادين والعسكريين وأبي الفضل العباس (عليهم السلام) ونتباهى بوجودنا وانتمائنا الأصيل إليهم.   

    كُنا نقرأ (إنّي لأستصغر شأنك) في وجه كل بعثي مهما علا شأنه في حكومة صدام، كُنا كِبارًا ولم نكن بحاجة إلى رمزٍ يُحدِّثنا عن فُتات فَهْمهِ صانعًا منه ثورة من الوهم، كُنا بحاجة إلى: آداب الصلاة، الأربعون حديثًا، الحكومة الإسلامية، الميزان في تفسير القرآن، علي بن موسى الرضا والفلسفة الإلهية، الإمام علي صوت العدالة الإنسانية…

    كُنا نعلم أننا في مسار ثورة الإمام الخميني، وضمن هذا المشروع المحمدي التحرري المتعاظم.

    قرأنا للمُعارض والمُخالف والمُختلف، ونقدنا أنفسنا وأفكارنا وثقافتنا، وهذَّبنا منهجنا وحاورنا وجادلنا، ولم نخَف من كتاب وفكر ولم نُسلِّم دون حجة ودلالة، كوننا نحترم عقولنا كثيرًا.

    لم نجد راية في سماء الفكر تعلو على راية فكر الإمام الخميني العارف الثائر! لأنه هو الذي مثَّلَ فكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).

    كثيرون أولئك الذين حُرِموا من هذه النعمة، وتصوروا أنّ مُعسكر علي (ع) ودولة علي (ع) لم تنهض عام 1979، وظلوا ينتظرون عقودًا من الزمن، بعيدين عنها وعن عزَّتها!

    ينتظرون رمزًا للتغنّي!، هكذا لم يشعروا بحب الله سبحانه!، لم يفهموا انتهاء مرحلة الارتداد عن دين الله وبدء عصر الاستبدال على يد الإمام روح الله الخميني (رض)!

    يقول سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 54].

 

والحمد لله ربِّ العالمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك