محمد فخري المولى ||
بيوم الصحافة نبارك للاقلام الشريفة الصادقة الصابرة ، هنا نحاول أن نسلط على امر مهم ان الصحافة لن تكون صادقة بدون دعم ومساندة حقيقة .
صديقنا خضير ميري رحمه الله الكاتب والصحفي له قصة احبها كثيرا لحقبة التسعينات:
ميري والعشرة مقالات .
فترة الحصار الاقتصادي بالتسعينات شهدت احداث ومواقف صعبة الى اليوم حاضرة لانها بنتائجها ترسخت عقليا ومجتمعيا وتحولت الى سلوك بدون وصمة مجتمعية بل قواعد للعمل اليومي وما السعي للمال والمناصب باي طريقة او اسلوب وانعدام الضابطة بكل تفاصيلها الا بما يحقق الربح المادي من مخلفات تلك الفترة والحديث له وقفة اخرى بهذا الشان .
بالعودة الى ميري وقصته، ابان تلك الحقبة وخصوصا قبل اتفاقية النفط مقابل الغذاء ودخولها حيز التنفيذ عام 1996 التي خففت وطاة وقساوة تلك الحقبة على المواطن البسيط حيث الموارد الاقتصادية للفرد بداخل البلاد قليلة لا تسد رمق العيش أحيانا او بقصور بمتطلبات الحياة بناء على ذلك انطلق الجميع الى خارج الحدود فمن سمحت له فسحة والظروف خرج ومن لم يحالفه فقد امواله وعاد بخفي حنين كما يردد وما تبقى من شرائح للمواطنين بين نوى او بطور النية وفق ظروف ومعطيات كل فرد ومن رضى بالواقع ترك موقعه ومسماه الاجتماعي والوظيفي ليسعى وراء توفير لقمة العيش او المستوى المعيشي لتمضية متطلبات الحياة البسيطة ، فمثلا وجود الطحين الابيض والسكر وزيت الطعام بوفرة عند العائلة امر صعب بموازات ذلك الملابس الجديدة وحتى المركبات لاجديد والبلد كله اعتاش على التدوير والتجديد لا ما ندر وتبا للمستحيل اما التمر والطحين الاسمر فهما رفيقا جل العوائل المتوسطة والفقيرة ولا توقف لعجلة الحياة للمواطن البسيط الشريف ولابد من الإشارة للوجه المشرق من الامر لو تمت الإفادة من تلك التجارب بعد عام 2003 مستثمرين فسحة الاتصال بالعالم لوصلنا لمرحلة الاكتفاء الذاتي بل التصدير بكثير من المواد الزراعية والصناعية والمنتجات المختلفة .
بخضم هذه الأحداث كانت قصة ميري ، فردد اتصل بي أحد الاصدقاء من خارج القطر والأمر طبعا ليس باليسير بعد ان شرحت له كل ما سبق من أوضاع وهي ليست خافية على احد بالمناسبة ، نعم يمكن ان نساعدك من خلال النشر بمجلة اجنبية تعطي على كل مقالة 25 خمس وعشرون الف دينار وختم بعبارة شد حيلك وهي بلمستنا الكتابية ، انطلق يكتب بينما هو يكتب المقالة الأولى جالت فكرة ماذا لو كتبت عدد من المقالات فاتسعت المخيلة لتصل مثلا عشرة مقالات ليصبح مجموع الدخل 250 مئتان وخمسون الف دينار مبلغ لا بأس به بتلك المرحلة
فانطلق القلم يكتب مقالة تلو مقالة عسى أن تصل للمراد والمبتغى ، اكتب اكتب اكتب قبل ان يمضي الوقت .
تم الامر اكملت المقالات العشر وأرسلت لننتظر اولا المبلغ ثم نسخة النشر ، لكن الغريب طال الانتظار بل اتسع وقته ليصل الى الشكوك وتساولات لماذا لماذا لماذا .
بنهاية المطاف وصل الرد من صديقنا بعد اتصلت به من خلال ذات الأسلوب الممل المضني من الاتصال .
عزيزي اسف لم تنشر المقالات هنا كان بركان ثائر انفجر داخلي انا وانا وانا .. لم تنشر مقالاتي والسبب .. ربما ربما ربما ، عدت الى هدوئي وسكينتي بعد فترة لأكمل الرسالة التي ختمت بعبارة لم تخضع المقالات لمعايير وضوابط النشر .
هنا تيقنت ان السبب ليس بالصحيفة او المجلة بل السبب عندنا كتبت كتبت من ال 250 الف لا من اجل الكتابة والرسالة والادب والفن .
لنختم برسالة ميري الكبرى
كل من يكتب من اجل المال مصيره بوق كما يردد والى الفشل لانه بلا ضابطة حرفيه او مهنية.
الخلاصة
الكلمة للصحافة والإعلام المسموع والمنظور بل عبر اي موقع او منبر رسالة ومنبر للوطن والوطنية اولا ثم للمهنية والنقد البناء الحقيقي لا التسقيط والا كلها الى زوال .
الأ من متعض من قصة ميري
https://telegram.me/buratha