مازن البعيجي
منذ خُلقنا ونحن في فضاء خديعتها وجاذبية الوان مكائدها ، نغفل نغفل ونرجع للوقوع في شراكها ، متلونة ناعمة متعددةٌ أدوات صيدها لنا ، ونحن فيها فصيل يتبع اثر أمه دون معنى! كل يوم نائبة ، وكل رزية ، وكل يوم حزن ، وكل آن فقد ولا خلاص لنا .
قاصرون يوم قصرنا أن نفهمها ونعرف خبث سريرتها ، أو قصّر معنا الآباء الفقراء ممن يحسنون بها ومعهم نحن وثقنا ، حتى اثخنت لنا الجراح وسال منا دمًا ، نزفُ شلال مع قلة الضماد! فهرعنا الى خرق بالية تصورناها البديل المطبب لجراحنا ونسينا أننا في "الدنيا" قليلة المعروف والجود وهي التي لا تهب بالمجان شيء إلا وفي قباله مثمن باهض يؤلمنا ، فسالت لنا عواطف تنزف ، واحاسيس تشخب دمًا ، وكسرت خواطر ، ونحرت ضمائر ، ورقصت على جثاميننا وحوش بإسم الدين والسماء تقرضنا وما تعلمنا ، وكأننا ذاكرة السمك الذي يرى السنارة تتربص به وتأخذ صديقه وهو ينتظرها كرة اخرى تأتي!
غاب عنا في كثير من سني العمر أنها متلونة وتستخدم كل شيء للوصول لنا ومن الأعماق تقهرنا ، بل وترى نفسها الحق المطلق ونحن الباطل رغم طهر ما نحمل ورقيق ما يريق دموعنا ، لكنها في النهاية هي وظيفتها وما علينا أحد جنى كل الأمر نحن من صدقها وهي الكذوب ومن آيات وروايات وتجارب منها حذرتنا . بقي املاً في اخر المطاف توسل بخالق الصدق والإخلاص والأخلاق أن لها بمترنح العمر لا يسلمنا .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ــــــــ
https://telegram.me/buratha