مازن البعيجي ||
قبل ليلة كنت أتجهّز انا وعموم عائلتي واطفالي للذهاب إلى الانتخابات ، الانتخابات التي تأتي هذا العام دون أحبة لنا بقيت أوراق اقتراعهم وقد قصّها مدير سجلّ النفوس لرحيل أهلها وبقيت على الجدران كأنها الشخوص ترمق بوجعٍ عيون من ينظر اليها، والحديث كله قبل عشرة أيام تقريبًا عن موعد التحدّي الذي تواجهه دولتنا إيران ومايتمناه المعسكر الغربي والعربي الاستكباري من إفشال هذه الملحمة الانتخاباتية التي لا نظير لها في العالم .
وقبل ليلة، جمعتُ مع عائلتي وحتى الصغار منهم مانحتاجه من أغراض ضرورية وعلى جيد كل واحد منهم صورة لعزيز طالما ألِفنا وجوده وهو اول من يدلي بصوته بعد قائد الثورة ويده العباسية المقطوعة ذات العقيق الاحمر تشير الى إحياء تلك الممارسة ، وقبيل الفجر صليت صلاة الليل ودعوت من أعماق روحي والقلب أن لا تحدث مفاجأة تربك استقرار البلد الذي أراه بعيون التمهيد وقلبي يخفق عند سماع كل كلمة للولي تترجمه روحي من حركة صوت السيد القلق على غياب الوعي ونفوذ آلة الأستكبار الإعلامية الى النفوس فيضعف التأييد ، فانحدرت دموعي ساخنة كغزير المطر تتقاطر وهي ترى خلو المشهد من أولئك الأحبة الراحلين .
ومنذ الفجر وقبل انبلاج ضوء الصباح، خرجت من بيتي مرورًا بحسينية قديمة عادة ما تقام فيها مجالس الحسين "عليه السلام" وترانيم المراثي تشجي فؤاد العشاق وضياء قنديلها الضعيف كان يبعث ضوءًا خافتًا، فالوقت مازال ليلا ، لفت نظري شخص واقفًا ببابها كأنه يقرأ الزيارة بشجو الملتاعين، كاد قلبي لم يقفز من جوفي باتجاه ذلك الواقف بهندامه الأنيق وهمسه الرقيق ،يضع رأسه بين كفيّ قنوته ، آه.. لقد تسلّلَ لقلبي شيء لاأكاد أميّزه ، مزيج من حب وشوق وفصول، تقدمت نحوه بخطوات هادئة حريصًا على أن لا ألفِت نظره ولاأظنه يلتفت وهو في غمرة استغراقه والدموع ، علّي أعرف هل هو من أهل الحيّ أم غريب بانتظار عون أو هدى لأمر ما !! وشيئا فشيء أتقدم نحوه ولكن قد تبدو هيئة قامته مألوفة وتلك الانحناءة ليست بغريبة!! ياإلهي..مالقلبي يسابق نبضه في سرعة الرياح العاصف، لم أجد تفسيرا ولاأعرف السبب، حتى صرت قريبًا منه سمعت صوته الرخيم ممزوجًا بالنشيج والخشوع، وكأنّ مَلَكًا يناجي وهو يقول: يارب خذ قلبي وخذ جسدي مقطّعا إربًا إربًا بل وابتر يدي مع خاتمها العقيق الاحمر كل ذلك مقابل لطفك الجميل بأيران وشعب إيران ثمّ خذ مني ماتريد وزد عدد سنين طويلة على عمر الوليّ الخامنئي ومُنَّ عليه بفوز رجل الثورة وابن حرسها "رئيسي" وماأن سمعتُ ذلك الطائف ، حتى طار عقلي وهوى لبّ قلبي فصرت أمامه لأرى رأسه المغطى بكفيه فلما أحس بي، رفع رأسه فكان رأسٌ وذقن تبلّهُ شآبيب العشق وذلك الصوت المفجوع المشوب حنينًا وشجن!! حينئذ عرفت صاحب الشيبة البيضاء، إنه "الحاج قاسم سليماني" قد حلَّ طيفًا بحُلّةِ الجنان وقد اعتاد أن يعرّج على هذا المكان كلما كان يذهب إلى عمله فعلمتُ أن الفيض آتٍ والفوز لمن تمنى الشعب والقائد حاصل لامحال!! لقد فاز رئيسي وهو اليوم الرئيس ببركة كف العباس المقطوع وذلك الجسد الممزق،
(إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) النمل ٣٠
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha