فرحة التخرج لأبنائنا وبناتنا ممن تخرجو وانهو مشوار الدراسة الاولية الجامعية كبيرة . سعادة وفرحة الأهل والاحبة كبيرة اولا ثم لفلذات اكبادهم بعد عدد من السنين والتعليم عندنا ليس بالأمر السهل واليسير ، هذا الجزء فيه وفيه الكثير سنخصص له موضع اخر . ما أحببت أن اضعه تحت المجهر كجزء من نقاط النظام المهمة ببناء الدولة العراقية بعد 2003 الا وهو الدراسات العليا. الدراسات الجامعية الاولية اتسعت بشكل مفرط جدا مما تطلب ان يكون اتساع عمودي وافقي بالجامعات والكليات بل حتى الأقسام وهنا نخصص الجزء الحكومي الجامعات الحكومية التي لم تستوعب الاعداد اولا ولأنها أخذت معيار وضوابط ثانيا ، بهذه الفترة بدات الجامعات الأهلية تتسع افقيا وعموديا بل ببعض الحالات كانت موازية او تنافس الجامعات الحكومية . هناك عدد من الأسئلة ومنها لماذا هذا الاتساع الأفقي والعمودي للتعليم الجامعي الحكومي والاهلي هل هي خطة حكيمة موضوعة لتنمية قدرات والقاعدة المعرفية والعلمية للشباب الجواب كلا ، سؤال مهم اخر هل هناك تناسب بين عدد الخريجين مع قاعدة العمل الجواب ايضا كلا فالبطالة وعدم توفر فرص العمل واضحة بنسب عالية السؤال الاهم لماذا استمرينا بذات النهج وخصوصا ما بعد 2003 هنا إجابة علمية مهنية بسيطة ، لم يستوعب الكثير ممن رسمو خارطة المستقبل معنى الهدر التعليمي . ببساطة لو التحق بالمرحلة الأولى للصف الاول الإبتدائي 100000 طالب ليس المعيار ان يكون هذا العدد باكمله بمقاعد الجامعة لانه وفق المعيار العالمي نسب الخريجين للمرحلة الثانوية لا تتجاوز 20% على أعلى المستويات والتقدير، اما براعة الدولة والحكومه فهي بمنع التسرب المدرسي والاهم ان يتم استثمار كل هذه الطاقات بميادبن عمل بل خلق فرص وفسح عمل جديدة متجددة وفق التنمية المستدامة للقطاعات كافة العامة والخاصة والمختلط . لنعود لصلب الموضوع ، التعليم العالي وتحديدا الدراسات العليا يبدو أنها تسير بنفس الوتيرة العقلية الفكرية لاصحاب رؤى المستقبل لأنها من نفس المنبع ، هي ببساطة يجب ان تستوعب الدراسات العليا معظم الخريجين ، لا يخفى على المختص وغيره ان كم الاستثنائات والطرق الإضافية بالقبول بالدراسات العليا كبير مع غياب معيار الحاجة والتوظيف ، الامر الذي انتهجته كثير من البلدان والتي انتهت ونحن منهم بالآلاف العاطلين من حملة المؤهلات العلمية العليا ومن التحق بمؤسسة اعتاش منها غبن حقه الا لقضي الله امر كان مفعولا وهي عبارة مقصودة . شهادات عليا من الداخل بين التقديم العام والخاص والاعارة ومذكرات التفاهم بين البلدان والاستثناءات ويفوتنا ذكر المعاهد المجازة لإعطاء شهادة ومؤهل علمي عالي طبعا رسمية معترف بها من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومعاهد تعطي مؤهل بدون الجزء الأخير او تعطي لفترة ثم ينتهي الامر وهناك المؤهلات العلمية لمن درس بالخارج وعاد بصفة ولقب علمي وهم حتى بلا معدل لما بعد المرحله الثانويه لكن الأموال هي الحاكمة لأنهم درسوا على نفقتهم الخاصة والاتصال مباشرة مع الجامعات الخارجية ولا بد من الإشارة أن جل من سبق من موظفي الخدمة العامة بالعامية موظفين للدولة ولم يستحصلو على التفرغ الرسمي من دوائرهم فتخيلو معي طالب دراسات عليا وهو موظف وفق معادلة او بعض المفردات مثلا محاضرة السمنر الواحدة ثلاث ساعات وساعتين او أربعة لباقي المواد الدراسية وهو لم يقصر بعمله الوظيفي والنهاية لذا الدراسات العليا فقط صباحي اي فترة الدوام من الثامنة صباحا الى الرابعة عصرا تقريبا والاكثر غرابة ان الكثير منهم بمواقع وظيفية مهمة بخضم هذه المعطيات والبعض الآخر اخذها من خارج البلد لوجدنا لماذا جدلية قانون معادلة الشهادات العليا المثير طبعا لا يفوتنا تفصيل اخر مهم جدا ، بعد جائحة كورونا كانت الدروس الإلكترونية عند بعد هي حلقة الوصل لننتهي بمناقشة رسآئل الماجستير واطاريح الدكتوراه اون لاين عن بعد . اليوم السؤال الاهم لخريجي هذا العام هناك دراسات عليا على النفقة العامة وهي شبه مجانية ودراسات عليا نفقة خاصة وهي بمبالغ تتراوح بين الاربعة ملايين و تسعة ملايين ومعاهد يصل احداها على اخر المعطيات للعام السابق اثنا عشر مليون لننتهي بشهادات اون لاين من مختلف الدول بمبالغ تقريبا اثنين مليون ختاما انتهت هيبة وعلو مكانت المؤهل العلمي والسبب اننا ننظر ضمن أفق مجتمعي عائلي ضيق وليس منهج دولة اعيدو صياغة مفهوم الهدر التعليمي والشهادات مع رؤية جديدة علمية لحاجة سوق العمل ونوعيته من خلال قوانين ستراتيجية خمسية عشرية تنظم ذلك بموازات التوظيف الحكومي وفرص العمل الخاص الريادي والا بعد خمسة اعوام من الان سيكون العامل البسيط يحمل مؤهل عالي بالمنافسه مع العامل الأجنبي بدون مؤهل على فرصة عمل بسيطة . اما ان يوضع الفرد ذو المؤهل المناسب بموقعة المناسب ، وهي كورقة اليانصيب التي يحلم بها الجميع وأن صدق عراب اليانصيب فستكون من حصة معارفه او سعيد الحظ الموجود بالأحلام فقط . نردد من جديد غيرو الفكر ليتغير المستقبل
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha