مقتدى المقدسي ||
أخطر ما يواجه الحشد الشعبي هو ليس التحدّي والتهديد الخارجي
بل تحدي الحفاظ على هويته وروحيّته وجوهره الجهادي والعقائدي وتهديد تعويم الحشد وإفراغه من محتواه ..
وتهديد التعويم هذا رغم أن العدو الأمريكي إتخذه كسياسة جديدة تجاه الحشد بعدما وصل الى قناعة تامة باستحالة حلّه والقضاء عليه (يمكنكم مراجعة مقالة مايكل نايتس التكريم من دون الاحتواء )
إلّا أنه يقع على عاتق قادة الحشد ورجاله المخلصين بدرجة أساس ..
فـ :-
- إذا تم السماح بتحويل المجاهد إلى مقاتل في أدبيات الحشد ومخاطباته الرسمية ، وتوجيهه بحلق ذقنه وخلع عصبة (يا زهراء) من جبينه وخلع كوفيّته بحجة المأسسة والاندماج في مؤسسات الدولة وغيرها من الحجج
- وإذا لم يتم ترسيخ وتنمية الحس الثوري والعقائدي بين صفوف المجاهدين وتطوير قدراتهم الثقافية والعسكرية
- واذا لم يتم القضاء على كل فاسد ومفسد خائنٍ لدماء الشهداء يستغل موقعه داخل هذا الكيان المبارك لأجل مصلحة ذاتية وعزّ شخصي
وتركه يسرح ويمرح لأنه ينتمي للتيار الفلاني او للفصيل الفلاني او للحزب الفلاني
- واذا تم تحويل الهمّ العام لمجاهدي هذا الحشد المبارك إلى الهموم المادية فقط (كمقدار رواتبهم ومخصصاتهم ومواعيد إطلاقها والخ)
- واذا لم يتم ترسيخ ثقافة الشهادة وعشق الشهادة وتراث الشهداء وذكرهم في حياتهم اليومية
- واذا لم يتم العمل على بناء وتكامل أمة الحشد وربط الحشد ومبادئه الثورية والعقائدية وكيانه ككل بجمهوره وقاعدته الشعبية التي تمثل ذخره ورصيده الحقيقي
فسيتحول الحشد الشعبي الذي نعرفه إلى حشدٍ خاوٍ فارغ المحتوى والمضمون
تحكمه آفة الروتين والمحاصصة التي تعاني منها كل مؤسسات الدولة
ولن يفرق حينها شيئاً عن تلك المؤسسات العسكرية والامنية التي صُرف عليها مليارات الدولارات وفيها مئات الاف المنتسبين لكنها إنهارت خلال ساعات أمام مئات من الخوارج - لا سمح الله- !
وهذا التحدي والتهديد ذكره والدنا الشهيد المؤسس الحاج المهندس 'رض' في مناسبات عدّة أوردها لاحقاً ..
https://telegram.me/buratha