مازن البعيجي ||
تلك القلوب الرقراقة التي نحن من يتحكّم بسمكها وغلاظتها ودقيق ورقيق ملمسها ، والنقاء والطهر والتقوى والعفة هي من يجلي عنها كل موانع الجمود لتصبح كورق الشجر الخفيف الذي تحركه وتعصفه لطيف ريح الصبا ونسيم السحر .
تلك القلوب عندما نحافظ على طري عودها من التصلب بسبب الذنوب والشغف بالدنيا والتعلّق بزخرفها فأنها ستصاب بعدوى التحجّر والجماد، فيتوقف إشعار الدموع وما يعنيه سبيل البكاء في حضرة القرب والآماق الذارفة حين يضطرب لها غصن طري تتهادى عليه بلابل الشوق لتحوله الى لوعة وشجن يهدم حين تصفو عاليَ السدود فتخضرّ به صحراء أجدبت وتصحّرت جراء البُعد وعدم الشعور بمن يملك هواه والغرام ليكون تحويلنا الى دوحة وبستان مورق عشقًا وهياما ، تترجمه عبرات وتناهيد اتكأت على أرائك الخشوع، وتوضأت ببحر الدموع ، لذا ورد على لسان المعصومين "عليهم السلام" مايعطي للبكاء قيمة وطريق مختصر للوصول والوصال ( اَعِنّي بِالْبُكاءِ عَلى نَفْسي، فَقَدْ اَفْنَيْتُ بِالتَّسْويفِ وَالاْمالِ عُمْري ) و ( وَمالي لا اَبْكي وَلا اَدْري اِلى ما يَكُونُ مَصيري، وَاَرى نَفْسي تُخادِعُني، وَاَيّامي تُخاتِلُني، وَقَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ رَأسي اَجْنِحَةُ الْمَوْتِ، فَمالي لا اَبْكي اَبْكي، لِخُروجِ نَفْسي، اَبْكي لِظُلْمَةِ قَبْري، اَبْكي لِضيقِ لَحَدي، اَبْكي لِسُؤالِ مُنْكَر وَنَكير اِيّاي) ..
البكاء مركّب من قطر دافىء نقي صاف لا تنزله الذنوب بل عين تفجرها التقوى والورع والإيمان والإخلاص والأنتماء لمن هم العشق وترجمانه ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha