مازن البعيجي ||
المعصومون "عليهم السلام" والاعتقاد بهم وتوطين النفس والعقل على أنهم خارج أسوار أي خطأ أو زلل هو أمر مفروغ منه وذلك بماأخبَرَنا عنه القرآن الكريم وسنّة المصطفى "صلى الله عليه وآله وسلم"، لذا لا نتفاجأ بأي مستوى نعرفه عنهم وأن خالف الواقع كثيرا لماذا؛ لأن العصمة تمنحنا صكّ التصديق والقبول والطمأنينة بما يصدر عنهم "عليهم السلام"
ولكن أن ترى في غير المعصومين ذلك التوكل وذلك الإخلاص وذلك التدين والثقة بالله سبحانه وتعالى، بل والتطبيق الدقيق في عرض الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني على شكل سلوك عملي ينقلك ذلك السالك لطريقهم الى زمنهم والى المستوى الذي كانوا عليه فهذا شيء يسبب جاذبية أكثر وسحر اكبر.
ومن هنا نرى كل باحث في تفاصيل حياة الخُميني العزيز سيعرف معرفة إضافة عن المعصومين عليهم السلام إذا كان مثل هذا الشخص مجرد تأثّره بهم سالك نهجهم ولا يملك العصمة التي هم يملكونها وهذا وارد في العديد من المواقف التي حفلت بها حياة الخُميني وشخصه الورع التقوائي على اختلاف تنوع المواقف والآثار.
يروي السيد أحمد الخُميني "قدس سره" موقف واحد من مئات المواقف يقول؛
أرسلت (هيئة اركان الجيش) مهندسا كان قد صمم ملجأً ضد القنابل ليجنب الإمام خطورة القصف المحتمل غير أن الإمام رفض وقال: لن أحتمي بالملجأ أبدا، وعندما رجوته بإلحاح أن يرى الملجأ من الداخل قال لي: لقد شاهدتُه من الخارج وهذا يكفي. وطوال تعرض طهران للقصف الصاروخي المعادي كان الامام يمضي وقته في غرفته العادية ويتصرف بشكل طبيعي جدا وكأن لا شيء يحدث أبدا. وعندما شدَّدت من مطالبتي بدخول الملجأ أقسم أن لن يدخل ذلك الملجأ أبدا، وأوضح لي قائلاً: لا يوجد أي فرق بيني وبين بقية أفراد الشعب، وأضاف: إذا أصابت قذيفة منزلنا وقُتِل الحرس وبقيتُ أنا حياً نتيجة احتمائي بالملجأ فلن أكون لائقًا للقيادة، إنما استطيع أن أقود الناس إذا كنت أعيش حياتهم وأعاني ما يعانون.
هذا المستوى الرفيع والمتألق في القيادة الذي ندر في عصورنا المتأخرة وشح بشكل كبير، إنما يعطينا جزم واعتراف بأن الخُميني العظيم إنما كان انعكاسُ المرآة الإلهية التي اكتست صفاءها من أفق القرآن بالشكل العملي التفاعلي المؤثر فكان روح الله الخُميني القائد الأسوة والقدوة في التطبيق العملي.
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha